الرأي والآخر

الضفة، لحديو فلسطين والجمل الأجرب

الدكتور ابراهيم حمامي
·                                 ما تم توثيقه يوم أمس من قمع للمسيرات المطالبة برفع العقوبات عن غزة والتي انطلقت في مدينة رام الله كان غير مسبوق من ناحية استخدام حثالات البشر من بلطجية وسرسرية وزعران مدعومين بقوات لحد فلسطين المتخفين خلف لثامات العار
·                                 لكنه في ذات الوقت ليس بالأمر الجديد فسياسة قمع المسيرات والتظاهرات قائمة منذ أكثر من عقد من الزمان، فالخوف من أي حراك بالضفة مهما كان، والرعب من غضب اسيادهم في تل أبيب يحتم عليهم هذه الممارسات الهمجية والبربرية
·                                 فعلوا ذات الشيء مع مسيرات رفض العدوان على غزة ثلاث مرات، ومع مسيرة نصرة الأقصى عامي 2014 و 2015، زمع مسيرات دعم معتقلي الإداري عام 2014
·                                 بالأمس لم تراع الحرمات ولا الأخلاق ولا أدبيات شعبنا، شدوا الفتيات من شعورهن والمحجبات من حجابهن، ضربوا وسحلوا الصغير والكبير، تعدوا باللفظ وجسدياً على المرأة والرجل، تحرشوا واستخدموا كل الألفاظ والعبارات القذرة التي تعكس حقيقتهم، لم يتركوا نقيصة إلا وفعلوها
·                                 لكنهم اختبأوا ليلاً كالجرذان النتنة مع دخول قوات الاحتلال لرام الله وباقي المدن لتعتقل وتعتدي على الحرمات
·                                 أرسل لي أحدهم يقول:
ما جَرى في رام الله مخزٍ بكل المقاييس...
لا يمكن لمن يقمعَ شعبه أن يكونَ نصيره ضدّ الاحتلال!
لعلّها تكون إشارةً واضحة؛ لمن ما زالت تخدعه الشعارات!
الثورة تبدأ من الداخل...
والمثقّف؛ من يملك جرأة النقد الذاتي عتبة للإرتقاء...
لا من يمجّد سيف السلطان باسم ايّ مسمى!
·                                 في عام 2005 وصفتهم بلحديي فلسطين فثاروا وتنطعت طوابير أتباعهم من أشباه الرجال دفاعاً عنهم
·                                 حينها كتبت:
"ثاني المقارنات هي بين ما يجري هذه الأيام في قطاع غزة" من"نشر سلطة أوسلو وبفرمانات من عبّاس لقوات مهمتها حماية الاحتلال وبين تجربة جيش لبنان الجنوبي بقيادة العميل أنطوان لحد، وقبل أن يقفز أحباء ومريدو عبّاس وسلطته الهزيلة في ظل الاحتلال من أماكنهم احتجاجاً على تلك المقارنة، هذه بعض الحقائق والمطابقات التي لا يمكن لعاقل أن يشكك فيها:
·                                 لم يتوقف لحد ومن معه من تأكيد أنهم يعملون لمصلحة لبنان بكامل أراضيه ال 10452 كم2، وأنهم فعلياً من يمثل مصلحة لبنان، وهي نفس الاسطوانة التي نسمعها الآن ولكن وللأمانة فعباس ومن معه لا يطالبون بفلسطين التاريخية الـ 27009 كم2.
·                                 كان عدد من نشرهم لحد من عناصر جيشه المنهار 2500 عنصر، وهو نفس العدد الذي قرر عبّاس نشره في قطاع غزة، مصادفات غريبة!
·                                 كانت مهمة اللحديين في لبنان حماية قوات الاحتلال على حدود لبنان الجنوبية، أما مهمة لحديو فلسطين فهي حماية الاحتلال أينما وجد حول قطاع غزة.
·                                 أقام اللحديون في جنوب لبنان الحواجز وقاموا بتفتيش السيارات والمارة بحثاً عن الأسلحة ولوقف الهجمات المحتملة، وهو بالضبط ما يقوم به لحديو فلسطين هذه الأيام وبشكل مخز ومقزز.
·                                 كانت تحركات العناصر اللحدية لا تتم إلا بموافقة جيش الاحتلال، وهو تماماً ما يجري الآن في قطاع غزة حيث تعرقل نشر قوات حماية الاحتلال في جنوب القطاع بسبب إغلاق الاحتلال لطريق صلاح الدين ومعبر أبو هولي.
·                                 كانت مهمة الضباط في جيش لحد التنسيق الأمني مع الاحتلال ضد المقاومة، وهو بالتحديد دور ضباط سلطة أوسلو الآن الذين أصبحوا يجاهروا وبكل صلف بدورهم كما فعل أحد هؤلاء عقب عملية معبر المنطار عندما لام على الاحتلال لعدم التنسيق معه!
·                                 السؤال هنا: لماذا يجمع الكل على عمالة لحد ويعتبرون عبّاس وطنياً رغم أن ما قام به لحد لا يختلف بأي شكل عمّا يقوم به عباس الآن؟
·                                 مهما كانت التسميات والمبررات والحجج فما يجري اليوم في غزة هو نسخة متطابقة لجيش لحد وما قام به، ولن يغفر لقوات لحد الفلسطينية الجديدة أية مبررات فنشرهم له هدف واحد واضح، حماية المحتل، وإن كان هناك من يعترض فعليه أن يسأل نفسه: هل ستوقف هذه العناصر دبابة احتلالية واحدة أو تحمي مواطن واحد؟ وهل ستمنعاجتياح المدن والمخيمات الفلسطينية، بل هناك سؤال أبسط: هل تستطيع قوات حماية الاحتلال التحرك خطوة واحدة دون إذن مسبق من الاحتلال؟
·                                 هذه باختصار المقارنات أو التطابقات، ولم يبق سوى أن نذكّر بمصير لحد الذي يدير كباريه في تل أبيب الآن، ومصير الجلبي الذي وصل على دبابات الاحتلال والملاحق الآن، ومصير العناصر التي تبعتهم، وغيرهم ممن كانت غايتهم إرضاء المحتل"
·                                 بالأمس سقطت آخر ورقة توت، وزالت الغشاوة عن عيون كثيرين ممن كانوا يدافعون عن حثالات البشر في أجهزة قمع الضفة، دافعوا تحت مسميات عدة، تارة لأنهم من أبناء هذا الشعب، وتارة لأنهم "عبد مأمور"، وتارة ثالثة أنهم مجبرون على الوظيفة لإطعام أولادهم!
·                                 هؤلاء هم جزء من منظومة الاحتلال وذراع قذرة لتطبيق أوامره، تجردوا من كل الأخلاق والآدمية وتحولوا لوحوش بشرية ألغت عقلها وباتت كالبهائم السائبة، تضرب وتعتقل وتعتدي دون أن يرف لها جفن، لكنها تجبن تماماً أمام أسيادها، تماماً كمن يلهث وينبح في إنتظار أن يطعمه صاحبه
·                                 كل من يحمل سلاح مرخص من قبل الاحتلال ليهاجم به شعبه، وليهرب بالملابس الداخلية -الملونة- أمام أصغر مجندة هو عميل خائن لشعبه ووطنه، مهما كان وباي صفة، لا استثناءات
·                                 لا أقل من مقاطعتهم بالكامل وهو ما وصفته من قبل بنظرية "الجمل الأجرب"
·                                 ما هي نظرية الجمل الأجرب إذن؟
مع أمثال هؤلاء الصهاينة العرب والعملاء والخونة نتوقف عن:
·                                 التعامل معهم فلا نبيعهم ولا نبتاع منهم
·                                 لا نصاهرهم ولا نزوجهم ولا نتزوج منهم
·                                 لا ندعوهم أو نستقبلهم في بيوتنا ولا نزورهم في بيوتهم
·                                 لا نحدثهم ولا يحدثونا
·                                 لا نشارك في أفراحهم أو أتراحهم، لا نواسيهم ولا نهنيهم
·                                 لا نحضر لهم جنازة ولا نصلي عليهم ولا ندفنهم في مقابرنا
·                                 نواجههم إعلامياً ونفضحهم
·                                 نغلق المنابر في وجوههم
·                                 نرفض وجودهم بيننا في أي مكان أو مناسبة
·                                 نعريهم ونكشفهم للناس والعامة عبر قوائم العار
·                                 هذه هي نظرية "الجمل الأجرب" يا سادة...
·                                 بلا عنف ولا دماء نقضي على هؤلاء...
·                                 لم يترك هؤلاء أي مجال أو عذر لي كان للدفاع عنهم، سقطوا في حضيض الحضيض، وبكل وضوح من يدافع عنهم هو أكثر قذارة منهم، فلا يدافع عن مجرم ساقط إلا مجرم مثله
·                                 طفح الكيل وفاض، وآن أوان إسقاط هذه الطغمة العفنة في الضفة، وإن كانت المسيرات بدأت نصرة لغزة، فقد أوان أوان أن تصبح لإسقاط هؤلاء وتطهير الضفة الغربية من رجسهم ودنسهم وقذارتهم
لا نامت اعين الجبناء
---------------------------------------------------------------------------------------------------------------
أصدقاءٌ بِلا مِ
صداق

عزيز الخزرجي / فيلسوف كونيّ

يا إلهي آنسني بصُحبة صادقٍ حليم ذو حياء يُؤمُنُ بآلقيم الأنسانيّة - ألآدمية لَعَلّيّ أصطلي بقبس من نوره و ناره لمقاومة أعصار الألم بداخلي وموجات آلغوغاء من الخارج .. في زمنٍ فقدنا فيه لقمة آلحلال أو صديق يُرتاح إليه بسبب إنجماد العاطفة وتحجّر القلوب الصدئة و ثوران الشهوات وحُبّ التسلط, فآلنار أهون من معاشرة المنافقين ألفرحين الذين تعجّ بهم مساجد ... و مراكزه في دُّنيا بائسة خصوصاً بلادنا التي صار النفاق فيها معياراً في التقيم لأجل السلطة والرواتب لهذا فضّلتُ كل أذىً وغربة و وحدة حتى النار بدل عشرة ألمُدّعين الذين عمّقوا الجّهل وأماتوا الخيال و التأمل الأيجابيّ والعرفان وأزالوا حُجب الحياء وآمتهنوا الكذب والنفاق والجهل والخيانة لتغرير الناس حتى إنقلب المعروف منكرا والمنكر معروفاً بل ويأمرون بآلمنكر وينهون عن المعروف لتتسيد الحكومات الظالمة على الشعوب!
في هذا الزّمن المالح جدّاً – و ككل الأزمان على ما يبدو - حين تكون نار الوَحدة خيار العاشقين للنّجاة من سموم المنافقين وأكاذيب الدّجّالين ألمُتحزّبين؛ فأنّ الفوز الأكبر يوم القيامة لا شكّ من نصيبهم وجنان الله منهم قاب قوسين أو أدنى.
حفظتُ الكثير من المقولات في السنوات الأولى من العمر و تعلمتُ الرّسم و الكتابة قبل دخول المدرسة و لم أكن أعي أبعاد كلّ ما أقرأ كـــ [ألصّديق مَنْ صدّقك] أو [رأس الحكمة مخافة الله] أو [علي مع الحق و الحق مع عليّ] وبقية اللوحات التي كانت معلقة على جدار (ديوانيتنا) في بيت جدّي الحاج ألشيخ جواد البزاز رحمه الله, لكن تلك اللوحات صارت و مضات في طريقي للفكر ولرسم عقيدتي التي أرشدتني لدرك أسرار الوجود ونيل أعلى درجات المعرفة والفلسفة الكونية بحمد الله.
إلّا أنّني ما زلتُ أشكّ بمصداقيّة مقولة [ألصّديق مَنْ صدَّقَكَ], خصوصا وإنيّ لم أجد له مصداقاً إلاّ في مجموعة صغيرة إستشهدت على يد المتحزّبين في غفلة من الزمن أثناء مواجهتهم للمنافقين الذين وشوا بأمرهم للسلطان العراقي المقبور!
هذه المقدمة مدخل لموضوع أساسي نُريد بيانهُ .. وعذرا ًعلى الأطالة التي لا بدّ منها لأهمية الموضوع:
بعد إغلاق حسابي في (الفيس) العام الماضي كانت تربطني علاقات صداقة مع آلملايين من الناس من خلال أكثر من 10 الآف إعلامي ومثقف و أكاديمي ورئيس وكروب يُمثلون عماد الثقافة و الفكر و الفلسفة الكونية ليس في العراق فقط بل في العالم كله لكونهم عرفوا مكانتها التي تُمثّل إمتداد الفكر في هذا الوجود .. لكنّ نتيجة نكزات الأميين ومضايقات اآللؤماء الذين يكرهون (الفكر) بجانب آلمشرفين على الفيس و كَوكَل آلذين أعمى الله بصرهم و بصيرتهم لمعاداتهم و حقدهم ألمزمن على الفكر الكوني لجهلهم بقيمتها .. وكانوا يعادونها أساسا لأسباب بيّناها تفصيلاً, أوّلها؛ ألتّكبر على الحقّ و آلغرور ألّذي سبّب الخراب و الدّمار داخل وخارج نفوسهم وعوائلهم و حلقاتهم المُتشنجة ألمأزومة.
ورغم تبدّل الأنسان في هذا العصر نحو الأسوء و إنقلاب المفاهيم بحيث (أصبح المعروف منكراً و المنكر معروفاً بل تعدى ذلك إلى آلأمر بآلمنكر والنهي عن المعروف)؛ إلاّ أنّ بعض "الأصدقاء" و "الأخوة" في الآونة الأخيرة طلبوا وبإصرار فتح حساب جديد في (الفيسبوك) بعد ما كان السيد الموسوي أعزّه الله يقوم بنشر مقالاتي مشكوراً حتى تمّ إغلاق حسابه .. لذلك فتحتُ حساباً آخر قبل فترة وجيزة, وفي غضون يوم و ليلة إنهالت عليَّنا طلبات الصّداقة التي جاوزت الحدّ المسموح به وهو 5000 "صديق" بآلمعنى الرائح في هذا العصر و ليس بمقياس و معايير الفلسفة الكونيّة التي بيّنّاها ولتلك المحدوديّة لا أستطيع أضافة المزيد, لكنّ هذه الصِّداقات مع كامل إحترامي و إعتزازي لأصحابها تحتاج لتوثيق و مصداق عمليّ!
ومصداقها يا أصدقائي بإختصار؛ هو نشر الموضوعات والأفكار المطروحة ومشاركتها في المواقع و الكروبات "الصديقة" المشتركة, وهذا ليس فقط من باب الوفاء؛ [لصداقة الأصدقاء], بل للحصول على الثواب الأجزى, لأنّ [زكاة العلم نشره].
إنّ (فلسفتنا الكونية العزيزيّة) ستكون بإذن الله سبباً للخلاص من الحالة الطفيليية لبناء الأنسانيّة المعذبة لأعتمادها على الفكر والعمل والأنتاج الذي يستلزم الأيمان بآلله الذي وحده يسبب ترسيخ قيم الأنسان وتُعطيه المكانة الحقيقية على أرض الواقع العملي الذي يشهد ويجلب كلّ الخير يوم القيامة حتى الجنة وما فيها بعكس الأنظمة الأرضيّة الأخرى التي تحتال وتُكذب لتسخير الناس وتعبيدهم عن طريق تقييدهم بألأوامر الحزبيّة الضيّقة لقتل روح الأبداع وتنشيط  الروح الطفيلية.
لهذا فأنّ فلسفتنا مع الصّدق هي الطريق الوحيد للنجاة و الخلاص من آلفقر و البؤس والشقاء والنفاق والكذب و التّكبر و التّحزب الجاهليّ الذي إبتلي به عالم اليوم كما الأمس كما الشيطان قبلهم جميعاً بسبب الغرور و التراكم التأريخي الذي خلّفه كُتّاب الأحزاب و إعلاميّ آلسّلطة لنهب الناس بعد إستحمارهم و تقيدهم!
و مرادي بعد كل هذا هو؛ إنْ كنتم حقّاً أيّها ألأصدقاء الأصفياء؛ تُحبّون الله تعالى الذي وجب علينا الفكر والفلسفة الكونيّة كآخر ورقة إختصرتْ وراثة الفكر الأنساني من آدم حتى آلخاتم وما بعده لتحقيق العدالة وآلسعادة للجميع؛ فأرجو مشاركة و نشر المنشورات لتعميم الفائدة والأسراع نحو الهدف المنشود, وأنا أجيز لكم النشر و لا أطلب المال والشهرة إلاّ للفكر الذي أحملهُ لأحياء الأنسان وفي كلّ ألمُجتمعات, خصوصاً العربيّة وبشكل أخصّ العراقيّة المُحطّمة بسبب الفاسدين والمفسدين ألذين نشروا الجهل و الأميّة الفكريّة و الدّين الشكلي التقليدي لبعض المراجع بجانب الأحزاب التسلطية التي تجاهد لكل شيئ إلّا آلحقّ وآلعدالة اللتان لا تُعرفان إلاّ بالفكر ولا تُطبّقان إلا بنكران الذات كوسيلة للنجاة والأصل الفاصل بين أهل النار و اهل الجنة, و(مشاركتكم دليل وفائكم لصداقتنا في زمن الغدر والخذلان) الذي وصفناه بآلقول: 
ناس هواى .. أشوفنهُم ورد و أندار .. ألكَاهُم مناجل تحصد بروحي.
حكمة كونيّة : [أبخل آلناس وأخَسَّهم؛ مَنْ تعلّمَ منكَ القيم و آلحِكَم .. وسعى لبيعها عليكَ ثانية].
-------------------------------------------------


الحب والحرية عيدنا المنتظر
بقلم/ ماهر جعوان
غدا يشرق يوم جديد
وفجر وليد
فأمس مضى
واليوم يسهل بالرضا
وغدا ببطن الغيب شبه جنين
سيأتي أجمل يوم بالتأكيد سنحيا سنرزق سنسعد سنفرح سنبكي من شدة الفرح
سنتقارب ونتهادى نتعانق نتأسى نتغافر نتصافى نتصافح نتسامح وسنعوض بكل جميل ويقولون متى هو قل عسى أن يكون قريبا.
فالأمر ينزل من السماء والله يفعل ما يشاء ولله الأمر من قبل ومن بعد وكل يوم هو في شأن فإن نزل القضاء بما نحب ونرضى فنحمد الله على نعمائه وهو الـمستعان على أداء الشكر وإن حال القضاء دون الرجاء فلم يبعد من كان الحق نيته والتقوى سريرته.
وسيعود الحب إلى وطني بعد زوال الغمة
ويعود الناس إلى دين الله أفواجا
ونسبح بحمد ربنا ونستغفره
على عظيم كرمه وواسع فضله
فالحب والحرية عيدنا المنتظر
أحبكم بحجم السماء
اتمتم لكم سرا في جنح الليل
بدعوات من القلب
اللهم إخواني اللهم وطني
(وألف بين قلوبهم لو أنفقت ما في الأرض جميعا
ما ألفت بين قلوبهم ولكن الله ألف بينهم)
لا يتحمل كل هذا الألم إلا الرجال
رجال صدقوا ما عاهدوا اللّه عليه
فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر
وما بدلوا تبديلاً
وعندما تختلط مشاعر الحب والصداقة والإخاء
فثمة وجه الإطمئان والحنان والسعادة والسرور
مزيج عجيب من الود والصفاء والراحة والأمان
والحرية هى الحياة ومن فقد الحرية فقد الحياة
الحرية شمس يجب أن تشرق في حياة كل إنسان
فمن عاش محروما منها عاش في ظلمة حالكة السواد
وإن شئت فقل عاش معيشة ضنكا
الحرية هى الحياة ومن يمنعها يسلب حق اﻹنسان في الحياة
وكم من مطامع المفسدين تسلب حقوق الحياة
الحرية ضمان العبودية الشاملة لله
وسيأتي النصر بزمان ومكان وطريقة لا تخطر على قلب بشر مؤمنًا كان أو كافرًا وبأدوات لا قبل له بها (وما يعلم جنود ربك إلا هو) في يوم زينته وذروة قوته وجبروته تخزيه وتذله من حيث أراد الفخر والعزة تفقره من حيث أراد الغنى وتفنيه من حيث أراد الخلود
(ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين إن يمسسكم قرح فقد مس القوم قرح مثله وتلك الأيام نداولها بين الناس وليعلم الله الذين آمنوا ويتخذ منكم شهداء والله لا يحب الظالمين)
(ولا تهنوا في ابتغاء القوم إن تكونوا تألمون فإنهم يألمون كما تألمون وترجون من الله ما لا يرجون وكان الله عليما حكيما)
والأيام دول يوم لك ويوم عليك
فمن كان ظالماً ويظن أن هذا هو يومه فلينتظر اليوم الذي يكون عليه
ومن كان مظلوماً فليرتقب يوم نصره
فالقوي لن يظل مدي الحياة قوياً والضعيف لن يظل مدي الحياة ضعيفاً
والغاصب لن يظل مدي الحياة غاصباً ومن صحت بدايته صحت نهايته
وتلك الأيام نداولها بين الناس فالجزاء من جنس العمل
ومصيرك من نسج يديك وكما تدين تدان جزاءً وفاقا
ولابد للكابوس أن ينزاح عنا أو يزاح

والليل إن تشتد ظلمته نقول: الفجر لاح
-------------------------------------------------------------------------------------
أحدَ عشرَ كوكباً تنوحُ على الأندلسِ وفلسطينَ
بيروت: تطوان 18 / د. مصطفى يوسف اللداوي
في الذكرى الحادية عشر للأحداث المأساوية التي شهدها قطاع غزة، في الرابع عشر من يونيو/حزيران 2007، الذي يصفه البعض بالحسم والآخر بالانقلاب، وبعيداً عن التسميات الحزبية والتوصيفات التنظيمية لما جرى في هذا اليوم، والتي تتجاوز العام إلى الخاص، والوطني إلى الحزبي، والحقيقي إلى المختلق، والواقع إلى الزائف، فقد بات من الصعب تجاوز آثاره والتخلص من تداعياته، رغم أنها آذت الشعب وأضرت بالوطن، وخدمت العدو ونفعت المتآمرين على القضية، وشوهت نضال الشعب ومقاومته، وأساءت إلى سمعته وتاريخيه، إلا أن التخلص من نتائج هذا اليوم بات صعباً، وتجاوز تبعاته بات مستحيلاً، والخروج منه أصبح حلماً بعيد المنال، وخيالاً يصعب تحقيقه ولو في المنام، وهدفاً يستحيل الوصول إليه.
ألا يحق لشعبنا الذي باتت السكين تعمل فيه تقطيعاً وتمزيقاً وهو حي، وتحز أطرافه وهو يئن، وتنغرس في قلبه وهو ينزف، وتعبث الكلاب بأطرافه وهي تنبح، وربما تبول الثعالب على مقدساته وهي ترقص، أن يحاسب قيادته الرسمية والحزبية على السواء، في غزة ورام الله والشتات، وأن يسألها عن جريمتها في حقه، وتقصيرها في رأب صدعه، وجمع كلمته وتوحيد صفه، وأن يخضعها للتحقيق في أسباب عجزها ومبررات فشلها، وأن يشهد أبناؤه محاكمتهم وعقابهم، دون أن تأخذه بهم شفقة ولا رحمة، فهم يستحقون من الشعب التوبيخ والتعزير، والتعرية والفضح، بل يستحقون الجلد والسحل، واللعن والطرد، والشتم والركل، وغير ذلك من سلسلة العقوبات التي تليق بمن يخونون الأمانة، ويفرطون في العهد، ويضيعون الوطن، ويسرقون الأمل، ويحرمون الأطفال من غدهم، والأجيال من مستقبلهم.
إن كان الأهل في الضفة الغربية يطيقون الحال، ولا يعانون من ويلات الانقسام وتعذر المصالحة وانعدام فرص اللقاء، فإن أهلنا في قطاع غزة يموتون في كل يوم، وينتحرون في كل ساعة، ويقاسون الألم في كل مناحي حياتهم، فالبؤس بادٍ على الوجوه، والحرمان ظاهرٌ في العيون، والأسى يكسو القلوب، والحزن يفتت الأكباد، فلا حياة كريمة تحفظهم، ولا مستقبل آمن يشجعهم، ولا فرص للعيش تبقيهم على قيد الحياة فاعلين وعاملين، أما أهلنا في الضفة الغربية والشتات فإنهم يخطئون إن تركوا قطاع غزة قصياً، وسكتوا عن عزله، وشاركه في سلخه، فالانقسام يضر بالوطن كله، ويهدد الحلم بأكمله، ويستهدف الشعب برمته، فلا أحد ناجيٌ، ولا فريق فائزٌ، ولا طرف منتصرٌ أو كاسبٌ إن استمر الانقسام وتكرس الفصل.
لا تبرير لأحدٍ بعد أحد عشر عاماً من الانقسام والاختلاف، والتنابذ والتنافر، والصراع والاقتتال، والخصومة والنكاية، ولا تبرئة لفريقٍ وإدانة للآخر، ولا محاباة لطرفٍ ولا اصطفاف مع آخر، ولا حزبية مقيتة ولا فئوية عمياء، فالطرفان مدانان، وهما عن الجريمة مسؤولان، وعن نتائجها محاسبان، وكلاهما يتحمل وزر الجريمة البشعة، ويشترك في نتائج الأزمة القاتلة، فما يرتكبانه يرتقي إلى مستوى الجريمة الوطنية والخيانة الشعبية، ولعل الصمت على جريمتهما، والتغاضي عن دورهما، وتبرئة أحدهما، هو جزءٌ من الجريمة نفسها، واشتراكٌ فعليٌ فيها، وإدامة لها وإطالة في عمرها، والتاريخ لن يرحم الجناة ولا الصامتين، ولن يغفر للمجرمين ولا للساكتين، ولن يعفو عن العاجزين والخائفين، ولا عن المترددين والوجلين.
فقد ضاق الشعب ذرعاً بهذا الحال، واستحالت حياته إلى عذاب، ومعيشته إلى هوان، وبات مستقبله في هباب، وغدت مصالحه كالريش في مهب الرياح، يعبث بها اللاعبون، ويحركها المستفيدون، ويغير من أحوالها المراهنون على هذا الوطن، والطامعون في أرضه، والحالمون في قدسه وسمائه، والمتطلعون إلى تغيير سكانه وتبديل هويته وثقافته، وتزوير تاريخه وتراثه، وحق لهم أن يعيشوا حلمهم، وأن يتطلعوا إلى مجدهم، فقد نام حراس الوطن، وغفلوا عن أسواره، وفرطوا في رجاله، وأهانوا بسلوكهم سكانه، فلا يبكون إن تسلق أسوار الوطن الذئاب، وعاثت فيه الوحوش والضواري خراباً وفساداً، ونهشاً وتمزيقاً.
أستعيد في هذه الذكرى الأليمة بعد أحد عشر عاماً على الفجيعة، كلماتٍ موحية ومعبرة من ديوان الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش "أحد عشر كوكباً"، الذي ناح فيه على الأندلس، جنة العرب التي ضاعت، وفردوس المسلمين التي فقدت، فصاغ بكلماته التي تنز ألماً وتئن وجعاً وتنزف دماً، مصيبة العرب في الأندلس، ونكبتهم في فردوس المسلمين العزيز، وكأن كلماته الحزينة عنها، تتحدث عن حالنا البئيس اليوم في فلسطين، وعن انقسامنا البغيض فيها، وعن مستقبلنا المجهول فيها، وعن ذكرياتنا العزيزة التي تخلينا عنها وفرطنا فيها.
"في المساءِ الأخير ِ على هذهِ الأرْض نَقطَعُ أَيّامَنا عَنْ شُجيّراتِنا، ونَعُدُّ الضُلوعَ الَّتي سَوفَ نَحمِلُها مَعَنا،
والضُلوعَ الَّتي سَوْفَ نَتْرُكُها هَهُنا، في المَساءِ الأخيرْ لا نُودِّعُ شَيئا، ولا نَجِدُ الوَقتَ كَيْ نَنْتهي، كُلُّ شيءٍ يَظَلُ على حَالِهِ، فَالمَكانُ يُبَدِّلُ أَحلامَنا ويُبَدِّلُ زوّارَهُ، فَجأةً لَمْ نَعُدْ قادرينَ على السُخريَة، فَالمَكَانُ مُعَدٌ لِكَيْ يَستَضيفَ الهَباء".

فهل سيأتي اليوم الذي سنبكي فيه أندلس العرب الجديدة فلسطين بكاء النساء، ونقبل أن نرحل عنها بإرادتنا، ونسلم بأيدينا مفاتيحها والقدس إلى غزاتها المستوطنين، ومحتليها الغاصبين، فيلعننا التاريخ كما لعن ملوك طوائف الأندلس، الذين فقدوها بانقسامهم، وخسروها بتحالفاتهم، ورحلوا عنها أذلاء بغبائهم، أم نثور ضد ملوك طوائفنا الحزبية، وتنظيماتنا الكئيبة، التي ستهدم بجهلها علينا وعليها الهيكل، وستقوض بعنادها معبدنا، وستبدد بحساباتها الضيقة حلمنا في وطننا وكل أرضنا.

No hay comentarios:

Publicar un comentario

البهلوليَّة والمخاطر اللَّيليَّة

  البهلوليَّة والمخاطر اللَّيليَّة مراكش : مصطفى منيغ جديدُ العُمْرِ مَا مَضَى لم يُثمِر غير الذِّكرَى ، مَجْمَعها شياطين أنس صفاتهم إن ...