viernes, 29 de junio de 2018

تطوان وجوقة آخر زمن

تطوان وجوقة آخر زمن
المغرب : مصطفى منيغ
فَقَدَت المملكة المغربية بتصرفات بعض مسؤوليها، المستمدين نفوذهم بمباركتها ،  ثلاثة أرباع من مصداقية ما تَعَمَّدَت إدخاله كدولة بها حكومتها ، في عقول مََن استدْرَجَتهم (بكيفيات لم تعد مجهولة)  أوربيين كانوا أو أمريكيين لصَبِّ الاهتمام عما أنجزته افتراضاً لصالح فقراء  يُكوِّنون غالبية شعبها ، مكتفية بما توصلت به من منح وهبات تُعَد بمبالغ خيالية لو صُرِفت في محلها ، وبشفافية حقيقية لاستطاع من يتوصَّل مباشرة بها ،  إيجاد حلِّ لأكثر من مشكل ينخر هيكل أي شيء في هذه الأرض باستثناء مَن يتدبر شأنها ، انطلاقا من العاصمة وليس جنباتها ، لكن الغرب وهو الأقرب لوجودها، تمكَّن من فرض شروط أقلها ، ما تجسَّمَ في ساحات مجمل المدن المغربية من حاملي جنسيات أفريقية عِدَّة يتعاطي أصحابها ، وهم بالآلاف التسول تعويضاً لعدم التفكير في مغامرة التحاقهم بالضفة الشمالية حيث الاتحاد الأوربي لمصلحته مُغَطِّياً عليها .
... صناديق متباينة في ألوانها  ، مرفوع على الخشب أو القصدير أو الفولاذ المصنوعة منه شعارات لا تعكس ما بداخلها ، ولا يعترفُ مَن يَغْرِفُ منها بأي باحث عن أسرارها ، المختبئة باتقان شديد وراء أهدافها .
 أكانت المملكة المغربية  كأول دولة في العالم تنتج الفسفاط في حاجة لمد اليد مُشوِّهَة بالفاعل مكانة شعبها ، أم ذكاء "حفنة"بتشجيع منها، تغطي بالغربال شمس الواقع المر الجاعل ذوي الحقوق مجرد أغبياء مسموح لهم بالتصفيق بعد السجود لغير الله كأنهم مبتاعون من سوق الرقيق و أمور أخرى نخجل من ذكرها.
... حينما زرتُ  مدينة "طاطا" لأزور أحد الأصدقاء المعروف جيداً في تطوان حيث أشتغلَ في مقر عمالتها ، رئيسا للشؤون العامة واسمه "محمد الهيردوز" لسبب جد وجيه لأذكره بما حدث والعامل السابق "محسن التراب" يستهزئ به حينما شبَّهَهَ لي بطائر اللقلاق  فلم يكن من أمري إلا أن تدخلت مخاطباً نفس العامل بالحرف الواحد :
 -اللقلاق محترمٌ بظهير ملكي في المغرب ، يبني عشه في عُلُوِّ يتحوَّل أسفله الكبير صغيراُ ، قد يصبحُ هذا اللقلاق عاملاً مثلك ولن يحدثكَ إلا بما يؤكد أن نفسية الفتان تسمو لدرجة أنبل إنسان .
... بعد مدة (ما كانت بالطويلة) عُيِّن هذا الفنان التشكيلي وأصله من مدينة الخميسات السيد "الهردوز" عاملا على إقليم "طاطا"، اغتنمتُ فرصة الزيارة لأدرس العوامل الأساسية التي جعلت من المدينة خاصة والإقليم عامة يعيشان هذا الدرك الأسفل وكأن أهلها لا حق لهم لا في التنمية ولا في الازدهار ولا في أي شيء على الإطلاق علما أن الذين التقيت بهم خزان من المعرفة والدراية والثقافة الواسعة ، إن حاورتهم تحس وكأنك تقرأ كتاباً من بضع صفحاته تعلم علم اليقين أنك في مغرب الجذور الطيبة المتفرعة فوق أرض طاهرة ، فلازمني التعجب من أرض بها من المعادن ما تستطيع بانتاجها تلبية رغبات كل القاطنين في محيط  "طاطا"/ "تارودات" / "كلميم"/ ذكورة / "ورزازات" ، أهناك أثمن من الذهب ، أم تلك أشياء الخوض فيها بمثابة تحريم الحلال بما لها وما يترتب عليها من مواقف نضال تتوحد في محاسنه النساء والرجال تمهيدا لإعادة سريان مياه الحياة لربوعها ، فكذا "تطوان ،"إن لم نقل كافة المدن المغربية ترقص على نفس إيقاع الهوان ، المعزوف من جوقة حكام آخر زمن . (يتبع)    
مصطفى منيغ
MUSTAPHA  MOUNIRH
سفير السلام العالمي
مدير مكتب المغرب لمنظمة الضمير العالمي لحقوق الانسان في

 سيدني – استراليا

viernes, 22 de junio de 2018

لتطوان على طريق الحُسَيْمَةِ فرسان

لتطوان على طريق الحُسَيْمَةِ فرسان

المغرب : مصطفى منيغ
انتهي عهد الضحك على الناس ،  بشعار " غداً تشرق الشمس"، لم يعد لديهم ما يضيفونه بعد اجتياح صدورهم الوسواس ، سوى مضاعفة (عن عجل) الحراس ، واستضافة عن استسلام أو إكراه اليأس ، بعد الرحيل المفاجئ عن جفونهم النعاس ، بسبب الفرجة الكروية الآتية بما لا تشتهيه سفنهم الراسية على شط الإفلاس ، والمقاطعة الناجحة لما لقبوه قبل البدء عرس الأعراس ، وهكذا أحسوا بالخيبة لأول مرة وقد تيقنوا أن اللعب مع الشعب مصيره فقدانهم بقية ما بقي عندهم من ذاك الإحساس ، والدخول في العد التنازلي لمصارعتهم مع مس  تيار كهربائي لا يقدر على إبطاله لا جن ولا انس  إذ لا حيلة مع فيضان الكأس ، ولا مناص إلاَّ الدفاع عن النفس، مَن صاحبها مظلوم  ومستعد الآن في "تطوان" الحصول على حقوقه منتصرا بالشرعية والقانون ومؤازرة محترمي حقوق الانسان  وطنيا إقليميا و عبر العالم  أو يخسر آخر الأنفاس .
... النفق ، الذي يتبجح من يتبجح بانجازه في تطوان الغير المعلن ما تم عليه من إنفاق ، أليس من الواجب أن نسأل عن المستفيد الأكبر منه شريطة أن تكون الإجابة عن غير خوف أو فزع أو نفاق ؟؟؟ . الوافدة على  مدينة / قرية "المضيق" من تلك المواكب المعروفة بإصابة المنطقة بشلل تام لساعات متكررة على امتداد أيام الصيف  جلبت علينا ما يتردد لدى الخبراء بأحوال المجتمعات المغلوبة على أمرها المنكوبة في حقوقها المحرومة من حريتها وتشمل حتى التحرك في الهواء الطلق بالمُطلق . أجل تلك المواكب هي المستفيدة في الدرجة الأولى  وليست "تطوان" في أي مجال كان أما الثانية فمدينة سبتة بإفساح مجال الوصول اليها  لتلك الطبقة التي لا يهمها اقتصاد المنطقة إلا بقدر الترفيه المجاني مهما كان المكان المؤهل لقضاء ما جاؤوا من أجله داخل فيلات ألف ليلة وليلة على شط مُحرَّم على أي كان الاقتراب منه وكل مخالف أو مدعي  أن المغاربة سواسية  تعرض لما لا يُطاق ، نفس النفق إن أقيم في حارة من حارات مدن محترمة من طرف حكوماتها (في الضفة الشمالية من البحر الأبيض المتوسط) القائمة بأداء واجباتها ليس الآَّ ، لن يأخذ من التوقيت أكثر من أسبوع وعند الانتهاء يشرع العامة في استغلاله لا فضل لأحد على آخر سوى يتطبيق قانون السير  فلا تدشين يكلف الشعب عشرات الملايين ولا تطبيل ولا تزمير ولا اصطناع فرحة والداخل يبكي ولا كلام في الكواليس عمَّن (من  المشروع) سرق .
... الشيء المُحقَّق ، أن "تطوان" بتواصل روحي  لم تصل لكشف أغواره تكنولوجيا الغرب أو الشرق ، عازمة على احياء الرَّحِم  مع شجاعة "الحسيمة" حينما الحَقّ على ألسُن سكانها الكرام نطق ، ليتلاحم الصبر بالصبر في مواجهة مَن لكرامة وشرف وثروة المغاربة يريد أن يحرق .  (يتبع)
مصطفى منيغ

martes, 19 de junio de 2018

كفة تطوان تَحِنُّ للميزان

كفة تطوان تَحِنُّ للميزان
المغرب م مصطفى منيغ
الذكرى بَلْسَمٌ يُحَمِّسُ الإحساس ليتحسَّسَ أطياف لحظات لن تتكرَّر بنفس الأحداث حَيَّة ، وواجهة بلورية تتراقص ضمنها ملامح أحِبَّة ، وانطلاق غير مُعتَرِِفٍِ بالحاضر لاسترجاع ما مضى من أثار لأنْبَلِ صُحْبَة ، مَنْ مثَّلَها رغم الغياب كل عبارة تعالت من صدورهم جذبت العقول لمساحات فكرية رحْبَة ، تُنَمِّي في النفوس إعادة الحِسبة ، لينعم أصحابها مهما طال بهم الأمد بسعادة ما أصابوا به طموحهم عن قناعة في العمق للغاية مربحة.
... تطوان استراحة الزمن قبل أن يعتريه ما أصاب الإنسان من تقلبات  محاطة بالكتمان  لارتباطها بعاملين  الأول معروف والثاني (لمحدودية العقل البشري) محذوف، وما شاء الباري جلَّ وعلا كان  سائرا في الجوهر قابل بذات المشيئة للنهوض من رماد الجمود المؤقت لحكمة ما يُعاش الآن مصطحبة، فلو قُدّرَ للسيد "الجديدي" ثاني ريس المجلس الإقليمي لعمالة (محافظة) تطوان في تاريخ هذه المؤسسة أن يعلم التغيرات التي أصابت بيته وقد أصبح سكنى كل عامل (محافظ) او والي ولاية (محافظ ولاية تضم عدة محافظات) وما كان يتمتع به في مدينة / قرية "المضيق" من أراضي ونفوذ وصناعة الفلين تمخَّضت عليه ما يُسمى الآن عمالة (محافظة) "المْضِيق – الفْنِيدَقْ" لشكرني عما نصحته ذات يوم قائلا : مَنَحَتكَ "تطوان" أكثر من "طنجةّ" وبإمكانكَ أن ترد الجميل إن استثمرت فيها ما يبقى (على الأقل) اسمك متداول مهما أصابتك سُنَّة الغياب فابتعدتَ مُجبراُ فاقداً رمانة الحياة حَبَّة حبة . سَمِعَ الأستاذ المعطي العمراني  أول رئيس لنفس المجلس في التاريخ بموقفي ليصرح لي لمَّا التقينا : هناك من همس في أذني أنك والعامل "اليعقوبي " سايرتما رغبة البعض لابتعد عن المجلس لأسباب أصبحت تتكشف رويدا رويدا، ومع ذلك فعلتما خيرا بي حتى أتفرغ للدراسة بالمراسلة للحصول  على شهادة علمية تنفعني في مكتب المحاماة الذي أمني نفسي بفتحه، أجبته إنها تطوان مهد حضارة لم تقصر في الحفاظ عن كنه التقدم والارتقاء خدمة لما أصبحت تتحمله من مسؤوليات تنتشر مفعولها المباشر على كل منطقة الشمال من "عرباوة" على مشارف النفوذ الترابي لمدينة "سوق أربعاء الغرب"انطلاقا من مدن "وزان" "شفشاون" "طنجة" "أصيلة" "العرائش" ف "القصر الكبير"  وهنا يأتي دور المجلس الإقليمي ليزكي هذه المسؤوليات بابتكار مشاريع إنمائية تُبقي العاصمة الشمالية "تطوان" جوهرة تشع بما يجعلها قادرة على التربع وسط هذه الرقعة من الأرض المعطاء الخصبة ، وكلها ثقة في المستقبل مستعدة لخوض غماره بما يضمن الشغل للجيل الصاعد والكرامة والعزة للجميع مهما كانت للرحلة العمرية حافلات و محطة . وأن يبتعد المجلس عن المهاترات الكلامية فسوق "عكاظ" ، للتباهي بأعقد الألفاظ ، لمدح مفاتن عذارى الصحاري العامرة كالقاحلة أو حكام ترسخوا حيث كانوا عن أشرس مخاض، لم يعد مواتيا لمغرب يحيا التأسيس لمؤسسات التدبير بعد أعوام قلائل من استقلاله ، المهم أن يعيش المجلس هموم المُرتقب من الانجازات على صعيد كل المجالات بدل النزول لمثل الرؤى أن كان المعطي العمراني أو الجديدي أو غيرهما يتولى التسيير، دون التفكير عما قد يأتي به كل رئيس من تخطيط نظري عملي يطرحه على المسؤول الأول في الإقليم آنذاك (أوائل الستينيات) السيد اليعقوبي بن عمرو، وليتذكر مَن ذاكرته لا ترقي ، لاستقراء المستقبل ما مضى  بما تَمَّ مدوناًً وليس بما يُرِوى، أن للتاريخ التطواني أعين لا يغلبها السبات الخفيف أو الثقيل  ، لوصف الحال ليُقارنه بالبديل، مَنْ تسنى له معايشة المآل. (يتبع)

مصطفى منيغ

Mustapha Mounirh

لتطوان في جغرافية التاريخ مكان

لتطوان في جغرافية التاريخ مكان
المغرب / مصطفى منيغ
لسنا على ما يُرام ، لم تعد رؤيتُنا موجهة إلى الأمام، نسير أسوأ ممَّا كنا هذه وما يَتْلُوها من أيام ، الجميع مُدرك ما أصابنا والقلة القليلة قادرة في مثل الشأن على الكلام ، المصيبة أن الجميع يعلم ، ومصيبة هذه  المصيبة أن الأغلبية العظمى تعيش الواقع الاستثنائي كأنها تتفرج دفعة واحدة على سلسلة من الأفلام ، مستوردة عن أفعال وأحداث الغير ممََّن نرد لهم اللَّوْم ، ونتجاوز أنفسنا حيث ساعة السباحة الجدِّية ننسى جزئياً أو كلياً العَوْم ، ما دامت خلاصة أحوالنا أننا فقدنا الثقة مرة واحدة وليست بالصدفة بل بالموقف الشجاع الأَقْوم ، لم تعد لنا أي مشكلة نخاف بها على أنفسنا أكان التوقيت وسط النهار أو حالما يصبغ الليل دروبنا وأحياءنا بالظلام، لن نتأسف عمَّا وصلنا إليه بعد الآن ما دام الأسف ذاته فقد تأثيره المعهود و مثله لا نُلام،  فزَهَرتُنا الجميلة "تطوان"المحمولة على أضلعنا من كثير أعوام ، ذبُلت أوراقها تحيا بما بَقي من مجد الأمس والسلام ، لم تكن شقيَّة ونحن بداخلها نمرح أطفالاً حيث كانت بعض الشوارع نظيفة من هرج وصخب استثمار تُشَمُّ في بعضه رائحة الحرام، نسعى مثلها لنكون المثل الأعلى والقدوة لكل مِقْدام ، ننتقل برفقتها إلى الأحسن والأفضل والأليق على الدوام، فنقف على بوابة ثانوية خديجة أم المؤمنين نتمعن بأدب جَمّ ، في أنوثة إناث يتراكضن كأنهن فراشات سابحات في دُنا الغد وما بعده وما يليه على نفس المستوى الأسْلَم ، لأَخْلاَقٍ شيَّدت صرح  الأسر التطوانية الجديرة بالاحترام ، وحالما نعود لِما تُسمَّى حاليا ثانوية جابر بن حيان ليتسلمنا القائمين علي داخليتها السيدين عرفة والخلادي لنأكل ما تيسر وفي اطمئنان وهدوء ننام ، لنمر صباحا على الأستاذ المهندس محمد الخطيب مدير المؤسسة وكانت حاملة اسم La escuela Poletecnica de Tetuan وعلى الكاتب الإداري الأستاذ الجحرة والفقيه الصردو وآخرين من الأساتذة الإسبان وعلى رأسهم مدرسة العلوم الطبيعية السيدة (Ana) أنا ومدرس الحساب السيد (Pablo) بابلو لننهال من معين علمهم كلٌ في مجال تخصصه بما يحملونه من علم هم بوفرته أعلام ، ونحن نتهيأ لاجتياز أول شهادة باكلوليا (الثانوية العامة) في عهد المغرب المستقل بعد جهاد قام به الشعب المغربي قاطبة ليصل ما يستحقه من مقام . ساعتها كانت "تطوان" ملهمة الشعراء وواضعي أجمل الألحان ومنهم الراحل "شقارة" الإنسان والفنان وملحمة مغناة بواسطة أبنائها عبر جل بقاع العالم ، ذَوْقُها ظلت عليه محسودة حتى من طرف الجيران في عمق دولتي شبه الجزيرة الإيبيرية من برتغاليين وإسبان وما تلاهما كالباحثين من أوربا الهرمة عن تحقيق ما سكنت ألبابهم من أحلام ، فيها أصبح للتاريخ جغرافية تَخَصُّصٌ قائم لذاته يميز مَن ارتبط بالأرض وما فرَّط في خصوصيات الحفاظ على العِرض والنأي عن أي قرد يصل للأسطح متسلقاً الأشجار بدل الصعود إليها درجا درجا كما خطت الأعراف عند العامة وبيد المشرعين الأقلام.
... قطعاً ليست هذه "تطوان" التي رُبّيِنا على عشقها حاضرة في وجداننا مهما حَلَّ بنا القدر على طول الدنيا وعرضها مختارا لنا المقام ، وتعلمنا من رونق مخارج صوت أهاليها أحَنَّ الأنغام ، لا ليست هذه "تطوان" ما نراها اليوم ، بل شبيهة بها ألبسوها أحلى "قفطان" وأحاطوها (لأسباب نعرفها) بذاك الاهتمام ، أما الحقيقية غيَّبوها عن الأذهان ليكونوا فيما تبقى منها أصحاب فضل وعرفان بتأخير أمجادها ومهما حاولت الظهور متحدية مفعول طمس رصيدها الحضاري لن تتقدَّم ، لكنَّ هيهات فالأصيل مهما جرت عليه الظروف يستمر في معركته الشريفة ضد عدوان النسيان ماسكا للنضال الحق نفس العلم ، ملوحا  لجيل العصر  أن "تطوان" مهما اشبعوا أطرافها بالمساحيق (لتبدوا بما أرادوا لها أن تبدوا) لن تقبل إلا بما ارتدته من قرون ناصع البياض المرشوش كل مساء صيف بضوء الشفق متمسكة بالتوسع المساير لخاصيات شقيقاتها المدن الناجحة ذوات العزم الماسكات مصيرها بكل حزم وما يتقدمه من حسم ، ومَن لم يفهم فليضع في مكنون يقينه أنه الوحيد  المخالف للرأي العام. (يتبع)

مصطفى منيغ

Mustapha Mounirh

المنهوب في تطوان ومنها الناهب

المنهوب في تطوان ومنها الناهب
المغرب / مصطفى منيغ
الأخطاء المُرْتَكبة من المُتعدّدة فيهم الاختصاصات كثيرة متفاوتة الخطورة بين المتوسطة والبسيطة والمُبَسّطَة  والفريد زمانها على مُستوى البسيطة ، يعلمون فيجتهدون ورؤساؤهم على إبقاء الحقائق حولهم محيطة ، حتى لا ينكشف سرهم فتذوب مصالحهم داخل "تطوان" البقرة الحلوب النقطة الخضراء في خريطة ، حدودها من صنف خيالي لا يعرفها سوى المتبحرين في المهام اللامصنَّفة ذي المنافع المختلطة ، الموزعة حسب الظهور في القائمة المعلومة وفق اتفاقات ومقاييس مدققة مشروطة . لا يهم أصحابها القلائل أغلبية الشعب الساخطة، ولا مساءلة ذوي الحقوق ولا مؤسسات جعلها المُشَرِّع المغربي مكاناً لألسن ناطقة، بحصانة وبعدم التعرض لها مرتبطة ، إن دافعت بالكلمات الموزونة النائية عن ضرب كل طاولات القاعة بأكثر من مطرقة . لو كان هناك إنصاف لحظيت "تطوان" بتخطيط يجعل منها مركزاً سياحياً وثقافياً دولياً تتقاطر عليه المؤتمرات بمختلف الاهتمامات المبنية عليها كأهداف تخص مستقبل الإنسانية  جمعاء حاملة لواء التضامن والتسامح والسلام ، وأيضا الندوات العلمية الصرفة الجامعة شمل علماء الجهات الأربع  لتدارس نظريات قادرة على نقل حالة الدول والشعوب من واقع الألم ، إلى فرص التغذية الصحية والألبسة المريحة والتمتع بالاستحمام ، والمشاركة المباشرة في المشاريع المربحة مَنْ للاعتماد التدريجي للذات مانحة على الدوام ، وهنا يكمن الدليل أن البعض يكتفي بجعل المدينة مجرد محطة استجمام ، لمن يستطيع الدفع لفترة معينة وهكذا دواليك بلا أفق مستقبلي ولا تفكير في خلق مناصب شغل لمن وصل سن الإنتاج ولا هم يحزنون لتتحول "تطوان" مقرا لأنشطة "قطتي الصغيرة" بلا مضمون في العنوان ، ولا فائدة فيها  وبخاصة على حاملي الشهادات العليا المقذوف بهم جوراً للتشرد مع سبق الإصرار والترصد من طرف مَن يغادر أبناؤهم مدارس وجامعات الوطن إلى مثيلاتها في كندا وأمريكا وفرنسا والمملكة المتحدة لمل ء وظائف سامية في شركات يملكونها مشيدة أصلا بعرق الشعب إن تم التدقيق في الحساب .
الملايين تُنَهب بطرق لها مَن يتدبر تقنياتها لتتبخَّر ، دون أن يذاع عنها خبر، فلا يحس لفقدانها من سَكَنَ المسكينة "تطوان" من عامة البشر ، تُصرف (لدى عينة الأخير قيمة) بعيدا عن الأنظار ،  على إضافة مساحة مسبح ليتضمن جناح الصغار ، بأسلوب في التربية لا علاقة لها بحب المغرب ولا بسؤال لم يجد المغاربة منذ ما يقارب العقدين عنه أي جواب  " من أين لهم هذا ؟؟؟" والأغلبية الساحقة من المدافعين عن مكتسبات المغرب من أفقر الفقراء بلغة الصدق ومسؤولية التعبير عن عمق يقين .
... في جولة مُطولة داخل الصحراء  انطلاقا من "الطاح " لغاية الحدود مع موريتانيا العزيزة التي أكن لها دولة وأمة التقدير والإعجاب والاحترام ، تأثرتُ من مناظر وقفتُ مباشرة حيالها بل أخذتُ سلسلة من الدلائل المصورة ما يجعل كل وصف مستقبلي أقدمهُ قائم على أرضية الواقع بمصداقية تُرضِي الضمير واجتهاد الداعي للسلام ، منذ السبعينات وأذن المغاربة قاطبة لا تسمع إلا جملة يتردد عليها أينما كان المقام منزلا أو مقهى أو مدرسة أو حمام :
_  ضحوا  بأرواحكم أيها المغاربة في سبيل حبة رمل واحدة.
... سمعنا مثل الكلام ، بعدد لا يُحصى من المرات صُبحاً ومساء وعند الغروب فحفظناه لتمتزج معانيه مع متطلعاتنا ما أبقتنا الأعوام ، إلى أن تشهد حياتنا الختام ،  قادرين على تنفيذ المطلوب بما نستطيع وبما لا نستطيع  وفاء لمضمون ما عهدناها مضافة  لما نتمسك به من قيم .
... في جماعة حضرية شاطئية  لا تبعد كثيرا عن مدينة "العيون" رأيتُ العجب  شاخص أمامي في ركن من الميناء رست باخرة أجنبية لتتولى نقل الأطنان تلو الأطنان من الرمال الصحراوية ليس هناك عداد للتدقيق في حصر كم حبة رمل رُبينا على التضحية بأرواحنا من أجلها ، تباع من طرف أحد المحظوظين كأن المجهود المبذول منذ 1975 إلى الآن يصب كله في جيب من الجيوب . الخيط ممتد إلى "تطوان" مهما تغيرت الأتربة فالطين واحد ، منه خلق الله سبحانه وتعالى الحي القيوم ذو الجلال والإكرام  الإنسان ليكون الفضل بين الأخير وشبيهه مشيد على التقوى وليس ما يبقى في الأرض بعد الرحيل من متاع  يتبدَّد كالأوهام. (يتبع)  
مصطفى منيغ

Mustapha Mounirh

lunes, 18 de junio de 2018

من تطوان إلى عَمَّان في المِِحن إخوان

من تطوان إلى عَمَّان في المِِحن إخوان


المغرب : مصطفى منيغ
يفكرون في تنظيم كأس العالم لكرة القدم سنة 2030 ولا يهتمون بمطالب الشعب ورغباته غداً، فبأي عقلية يحكمون وقد أحصينا (حتى في هذا الإطار) تجاوزاتهم كَيْفاً وعَدّاً ،  ما يؤكد أن المغرب لا يحيا على ما كان عليه معتادا، بل تطور إلى الوراء بشكل لا يوافق عليه منا ومن غيرنا أحدا ، العبث أصبح بين ظهراننا سيدا ، والجد عبدا ، المؤشرات الداخلية والخارجية تعلن عن تحاليل موضوعية وقياسات علمية تطال مجالات أساسية سياسية كانت أو اقتصادية أن البلاد تتقهقر بفعل فاعل عكس مؤهلاتها ما حسبت مثله عهدا. اسألوا "تطوان" تجيبكم :
 - الجلباب المُستَوَرد ثوبه والمنمَّق في تفصيله وتخييطه ليُلْبَسَ جديداً ، ما أَشْبَعَ جائعاً ولا أسكتَ من فرط الظلم والقهر ضائعاً ولا أعادَ الاطمئنان لمن نُهِبَ منه رزقه عمداً، الرشوة ملأت بطونَ من لا ضمير لهم لابقاء أحقر الموبقات فساداً، تنخر جسد المدينة لمص الأحسن والأفضل والأجود كأنها اليتيمة ما عرفت آباً ولا جداً ، بل وُضِعت بالصدفة ليزدردها كل مَن ضيّع الحق وتاه مع الباطل لم يجعل لجشعه حَداً ، فأي مصيبة أكبر من هذه ليتراجع من باع نفسه للصمت بلا ماضي ولا حاضر ولا كرامة عليهم حينما يشاء معتمداً ، ولينظر للمنكر متجولا بين شطّ يوصل لمدينة "سبتة" انطلاقا من "تطوان" مَن يشجعه ويحميه ويغذيه انتقاما من الشرفاء وعنادا ، في مظهر يطنون أن الغرب كمعظم الدول العربية  يصفق لهم إعجابا والحقيقة واضحة في التصويت حيث أعلنت (FIFA) من روسيا اختيار كندا وأمريكا والمكسيك لتنظيم كأس العالم سنة 2026 لكرة القدم وليس المغرب الذي ما بقي له لإلهاء الشعب المتذمر صراحة أقولها وأمري لله إلا تنظيم مهرجان يُقابل في هذه الأثناء  بالمقاطعة جماعات وأفرادا .
... دُوَيلة الإمارات مَن نفخ فيها حتى أصبحت تقود حملة استهزاء بنا حيث بلغ بها الغرور حد طعننا من الظهر بموقف مَسَّ قضيتنا الوطنية الأولى ، إن لم تكن سياسة حكومتنا الخارجية الغير واثقة أن المبادئ الراسخة أكبر من تقديم المصالح الشخصية البعيدة عن قناعة شعب برمته ، ومملكة آل سعود الفاقدة الوصاية  الدينية والمعنوية علي أمة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم حينما علمنا بجل اتفاقاتها السرية مع الكيان الصهيوني لإرضاء أمريكا حبا في البقاء جاثمة على كرسي حكم لم يعد يناسب  الإسلام ومطالب السلام  وعدم احترام بيت الله بمكة و قبر نبيه المصطفى في المدينة المنورة ، كان على سياسة وزارة الخارجية في الحكومة الحالية أن تبني ممارساتها في هذا المنحى على مثل  المعطيات وجعلها سياسة ترتب لملاقاة أي مفاجأة قائمة على خيانة مملكة آل سعود لحقوق المغاربة الوطنية المصيرية بما يجعلها خارج دول تحظى بثقة المغرب الكاملة ، سياسة تنأى عن المحاباة والمنافع الثنائية يجمع من نقصد ما لمس فيها الشعب المغربي أي منافع تُذكر.
... ما لنا وحرب اليمن والدخول في تحالف خليجي يجمع حكاما لا يحترمون حتى شعوبهم ، إن لم نستطع الدفاع عن قضايانا فلما ندعي أن المغرب بخير  قادر على قيادة القارة الإفريقية اقتصاديا ومصرفيا وأشياء لا داعي لذكرها مستعدا لصرف مليارات الدولارات لتنظيم كأس العالم لكرة القدم .
... الأجدر أن نغير سياستنا الخارجية وربطها بالداخلية ليكون الإقلاع بصلابة جناحين لكيان محترم مسموعة كلمته عبر العالم يرفرف في سماء مستقبل يضمن  للشعب المغربي العظيم حفظه الله ورعاه الحياة الكريمة والقرار المناسب لحجمه الطبيعي ومقدراته الأساسية وخيراته المتنوعة المعتمد به وفيه ومعه على نفسه دون سواه للتمتع بحقه الشرعي المشرع دون حاجة لأل سعود أو دُوَيلة الإمارات أحب من أحب وكره من كره . (يتبع)
مصطفى منيغ
Mustapha Mounirh


sábado, 16 de junio de 2018

المقاطعة ستزداد في تطوان مناعة


المقاطعة ستزداد في تطوان مناعة

المغرب : مصطفى منيغ
ما كان العيب في "تطوان" ولا جاء التقصير منها ، بل هي عوامل من صنع إنسان تصور أنه القمر المنير فوقها ، حَمَّلها فوق طاقتها ، مُرْغِما إياها ، أن تصبح قبيحة فيأتي عَلَناً  ليُجَمِّلَها ، شريطة أن تصومَ عن الكلامِ بغَلقِ فَمِها ، حتى ينتهي في السِر من مص دمها .
... كم هو شقي هذا الزمان أذل الشريفة وأهان خصوصياتها ، ولولا صُلب نضالها لضاع ماضيها قبل مستقبلها ، وإذا عاشت فبِما تبقَّى لها  ، من أسَرٍ أصيلة كريمة  التصقت بعشقها التصاقَ أوراقِ الشجر بأفنانها ، وما فَطِن من عزم الغدر بها ، أنها أقوى منه إن فكر في إلحاقها ، لغنائمه بكل مرافقها ، المتجمِّدة والمتحركة تاريخاً مدوناً في أسفار أم رقماً صحيحاً متبوعاً بصَفٍّ من الأصفار ... اختصاراً بكل ما فيها . ذاك الانسان المختبئ بين جوانحي كل مغامر أراد الوصول على حسابها ، بسرعة البرق مستغلاً (من حين لآخر) غفلتها ، شعرتُ بوجوده على امتداد عقود  كتبتُ عنه ومَن شابهه ألف مقال ومقال لأتعرض بانتمائي إليها ، إلى ألف مضايقة عن ألف استفزاز وبين الألفين ما جعل أحد العمال يصرخ في وجهي قائلا : لم تعد "تطوان" تتسع لكلَيْنا إما أن تغادر أو أرحل .. أجبته واثقا من نفسي : لن تستطيعَ الرحيل فأنت  معيَّن هنا من لدن الملك بظهير أما أنا فمتعاقد مع "تطوان" أن تحتضنني فأرعاها .
... الأسوأ ونحن نلمس أن الهادئة "تطوان" بدأت في فقدان توازنها ، أمام خيبة أمل في ثلاث من مجالسها، المختتمة اجتماعات دوراتها ، العادية كالاستثنائية عند تطاحنات سياسية حزبية ما عمَّرت بيوتاً ولا أزاحت خَصاصاً ولا جعلت الساكنة مرتاحة لما آلت إليه أمورها ، من حالات ارتباك وصرف كل الطاقات من أجل زيارات ظرفية ما تكاد تنتهي حتى تعود مجمل الانتظارات وما للشعب التطواني من رغبات لنفس المستوى المغلف بالوعود ثم الوعود ثم الوعود ليوم لا شك موعود تكون فيه "تطوان" مستعدة لتحمل مسؤولياتها.

... انكشف الأمر ولا مناص من ترك الصمت جانبا ، إن كنا للحق أحبابا ، وعن الباطل أغرابا ، بالطبع  سنعالج المزلاج تحدياُ لمن تمثل حيالنا باباً ، فنخرج للحرية ممزقين ما كان  بالسوط والحديد حجاباً ، لا يُرِفَعُ إلا لتمتد الأيادي الآثمة تنتقي منا كالنساء رجالا  لمسح بلاطهم نهارا والرقص لمجونهم ليلا في مقامات لا يحضرها من لبس جلباباً ، ولا يشاركهم فيها إلا من استحوذ بعد مئات الهكتارات على عمال زادهم الأتفه من التافه فبولهم الفتات سبباً ، في تمكينهم ممن حولهم غيُّهم أربابا ، لا يعبؤون بحرمة الشريعة ولا قدسية الدين وهم بصريح العبارات كانوا في البدء بشراً لينقلبوا (بفرط الظلم والجشع وشراء الذمم والمناورات الدنيئة والافتراءات على الأبرياء الشرفاء بتلفيق تهم رخيصة  وأكل أرزاق الفقراء واليتامى)  ذُباباً ، يُرَشُّ انطلاقا من اليوم بالنضال السلمي (كحق من حقوق الإنسان) المدروس المتجاوز التقليدي ممن أفرزهم حب الوطن ألْباباً ، قادرة على ابتكار مثل "المقاطعة" بتطور تصاعدي يزداد مع الأيام مناعة وقدرة حتى اندحار مَن كانوا في "تطوان" أصواتا لا تُرفع بالأمر والنهي سواها ليعود أصحابها  سرابا .(يتبع)  

في تطوان المقاطعة على كل لسان

المغرب / مصطفى منيغ
السيطرة المُتَجاوِِزَة الحد ، تُقابَلُ آجلاً أو عاجلاً بأعنف رد ، فلا داعي للمزيد من العناد ، لن يقبل المغاربة إلى الأبد ، بمن ظنوا أنهم (على قلتهم) في "تطوان" الأسياد ، وما تبقى دونهم وإن كانوا بالآلاف مجرد صف من العبيد امتد ، متى مَرَّ موكب المُسِن فيهم كالمرأة كالشاب كالمتحجِّبة كالعالِمِ كالعاطل سَجَد ، كأن الأمر عائد للقرون الوسطى  لا علاقة له البتة بالألفية الثالثة ولو داخل دول بالديكتاتورية محكومة الحرية الفردية كالجماعية بالمُطلق معها لا تتجمَّد .
الشعب المغربي العظيم حفظه الله ورعاه أكبر من أخذه مجرد تابع مساق لهذا الاتجاه أو ذاك خدمة لحفنة من البشر تمادت لأقصى ركن بما اقترفته ولا تزال ، لتعيش وحدها مرتاحة البال ، كأنها لدوام الاستقرار هي الحل، ولولاها لما كان هناك حاضر يترتَّب عليه المستقبل، فبأي منطق نَعْبُر طريقنا بسلام ، مشياً على الأقدام، حاملين بين أناملنا القلم ، الواصف ما حيالنا تَجَسَّم  على شريطِ شَطِّ بالفساد والمفسدين مُلَغَّم ، من "تطوان" إلى "سبتة"  و   أصحاب الأعشاش يُتركون للفقر والجوع والمرض والجهل والتأخر ضائعون ، وهؤلاء (من سبق الحديث عنهم) يشيِّدون ، بعدها يتوسعون ، ومع مرور الوقت لا يشبعون ، بل للمزيد يطمعون ، وحبذا لو كانوا لما يمضغونه ينتجون ، بل يأتيهم مجاناً لغاية أفواههم منتظراً الإذن مُبديا طالبه (كبير العبيد) البهجة والسرور، في مذلة غير مسبوقة لم يدَوِّنها التاريخ الإنساني حتى قبل العهد الذي بعث فيه الباري جل وعلا الرسول الكريم ليُخرِج قريش ومن معها من بني القينقاع وقريضة  من الظلمات إلى النور،

... الفتن لن تقوم في "تطوان" ، مهما دفع إلى ذلك الدافعون ، وبممارساتهم المشينة يتفننون ، التطوانيون أذكياء عن إيجاد المخرج لا يُغلبون ، وعلى مَن يظلمهم سينتصرون ، فهم ورثة الحضارة ، وعقولهم في الابتكار منارة ، وأسلوبهم في التفاوض يُكتسب كعبرة جادت بمحاسنها التجربة والخبرة . فلا داعي لما بقي في جعبة المخطط الرامي إلى إفراغ شقيقة "غرناطة "، من رصيد إشعاعها على المنطقة ، لتصبح للمتكررة وجوهم مجرد خادمة طائعة ، تُنَظِّمُ لمبيتهم ما يرفهون به عن أنفسهم  ويكحلون به جفونهم ويملؤون به جيوبهم ، لذا رائحة الغضب زاحفة تتقدمها "المقاطعة" ، فلا يغرنّكم صمت الصابرين ما دام البركان لا يشعر من حوله بساعة انفجاره ، فالأجدر أن يشمل التفكير الجدي (هذه المرة) مَنْ كَلَّفوا الشعب المغربي العظيم الكثير ومع ذلك سيظل (بهم أو بدونهم) المُعظم المحترم ، كلمته في المغرب تاجا فوق رأس أي كان من بني آدم .(يتبع)

تطوان قلب الوطن بغير خفقان

تطوان قلب الوطن بغير خفقان
المغرب / مصطفى منيغ
طاقات حية تتسكع بين الطرقات في مدينة تطوان ، المنتسبة لوطن ، يحمل حكامه شعار دولة الحق والقانون منذ زمان ، فلا الحق لمستحقيه بان، ولا العدل استقلَّ ناصباً الميزان ، عَمْرو مَعْرُوضٌ عليه كَزْيدٍ سَياَّن ، له بعد الله الحكم ولغيره مهما كان ، الامتثال آخذاً البراءة أم بما اقترفته يداه مُدان . وعناصر مجمَّدة تتجوَّلُ بأفخر السيارات مُنَزَّهَة عن الُمساءَلَة مهما ارتكبت من تجاوزات في السَّيْرِ أو غيره معروفة بانتسابها لفلانة أو فلان ، ابتلي بهما هذا المكان، وهنا يكمن الخلل فَريقٌ له كل شيء وفُرُقٌ تنتظر الرفق والعطف والحنان ، كأن المواطنين صِنفان ، أحدهما للتصفيق والتطبيل والتزمير مضاف في مناسبات لما يقوم به الرَّقيق من تهليل عن نفاق قبل الانبطاح مقابل العيش في أمان ، أما الثاني مَتْرُوك للضيق يُعَرِّيه حتى من إنسانيته لدرجة توهمه أنه مجرد حيوان ، إن كان ألِيفاً بحث عن طعامه من صناديق القِمامَة وإن كان عكس ذلك بالتعبير الحر عن رأيه معارضاً حَضَرَ مَن يكسِّر عظامه بإتقان .
... لو علِم التطوانيون أن مدينتهم قادرة على إنتاج ما يضمن لهم الاكتفاء الذاتي من مناصب للشغل وفائض لتشييد منابع الخدمات المتعلقة بتيسير تدبير حاجياتهم الإدارية اليومية بنظام وانتظام مع انجاز المستشفيات المتعددة التخصصات المضاهية لأرقى المؤسسات الطبية عبر العالم رفقة سلسلة مدارس يحس داخلها التلاميذ أنهم فعلا يتعلمون وأشياء أخرى تلج في ضبط حاجيات مستقبل تََتأكّدُ "تطوان" فيه أنها كانت مُجْبَرَة للبقاء في دائرة الحرمان . لو علم التطوانيون بذلك اعتماداً على برامج قابلة للتنفيذ على أرض الواقع من الآن ، لحصلوا على أنصع برهان ، أن ثمة نفوذ ادعى من عقود الذكاء  لحصاد الغنائم بلا حرث ولا تعب ولا أداء حتى لأبسط ثمن .

... خلال إقامتي في "كندا" وبعد حوارات جمعتني ببعض المفكرين وآخرين من سياسيين ونقابيين ومستثمرين محليين وأجانب وقفتُ على أشياء أظهرت لي أن المغفل حينما يكتشف أنه كان مغفلاً أول شيء يتبناه ابتكار ما ينقذ به مقاماً يحبه حباً يتناسب وعمق شروط اكتساب شرعية الإيمان ، الأمر في غاية الأهمية "تطو" إن انتظرت تدخل الحكومة الحالية  في اتجاه تحقيق رغباتها من الإصلاح والتقدم فهي مسترسلة  في سباتها العميق يومه وكل أوان ، لذا عليها الاعتماد على نفسها بنهج الطريق القويم الكفيل بطرح حوار (مفتوح معلن شفاف وقانوني لا يقصي أحدَ مسؤولاًً تنفيذياً كان أو مُنتَخباً أو صاحب جمعية ثقافية – اجتماعية)  تتوحَّد فيه الألْبَاب على خدمة مصالح تطوان التي هي نفسها مصالح الوطن . (يتبع)

هل الحكومة في تطوان ، لم يعد لها مكان ؟؟؟.

هل الحكومة في تطوان ، لم يعد لها مكان ؟؟؟.
المغرب : مصطفى منيغ
ما تركوا مكاناً نَحِنُّ فيه لذكرياتنا التي شدَّتنا كل السنين الماضية لمدينة "تطوان" الجميلة وأهلها الكرماء ، ولا طوَّروا ما كان قابلاً بعد الصيانة لتحدي تقلبات الزمن الجوية رغبة في البقاء ، همهم الأوحد اتجه فقط لطمس عوالم الماضي مكوِّنين على أنقاضها وجودهم تاريخاًًً  دخيلاً على الأصلي تردده ببغاوات مُدرَّبة على النطق المرغوب فيه خلال المراحل القادمة وإن كان في طي الغيب مصيرهم أتكريس للاستمرار على نفس الطرح حاصل أم في الغالب ختام  الانتهاء ؟؟؟ . تعاسة التعساء أقصاها التشبث بالغباء ،  في الجماد ليس هناك ما يقي  الأشياء ، عن الابتلاء ، خيراً أو ًشَرّاً إلا صنف مكوناتها ، إن اعتراها الغش سادها وبسرعة الاختفاء ، أما المشيدة بما تستحقه من مقومات متى انقضى عمرها الافتراضي تلقائيا تجلب لصيانتها النبغاء ، قد نتبيَّن المَعْنَى من المراد بتفحص ما أنضاف بعجالة للمدينة ذاتها إجمالاً  الذي لن يصمد طويلاً لأسباب لا داعي لتكرار ما يؤكد صحتها ، فمواد الزينة القريبة من منظر ذَكَرِ الطاووس لها لحظات انبهار تشعه ، بعدها تَعْوََجّ الخطوط العريضة بطول أرقام المصاريف المسجلة المعروف دافعها عكس مصدرها . لتتداخل الاستفسارات مع انعدام الأجوبة وإنها حقا ديمقراطية خاصة صدَّعوا بها رؤوسنا بمناسبة ما أو دونها.
التخطيط للإصلاح المُتَّخِذ شكل المِنَّة ، لا يمثل ارتباط مؤسسات الدولة ، في تفسير سنن التطور بإقلاع متكامل بين متطلبات المستثمرين الرسميين كالخواص والقوى المنتجة العاملة  ، بل يسعى لرغبة من ورائها هدف أقصاه در الرماد في عيون  مَن انتظروا طلقاء في فضاء الحرمان أو ساقهم النضال الحق لأحقر زنازين السجون .
الإصلاح خلاصة المُقدرين للمسؤولية في بلورة الحاضر استعداداً لمواجهة المستقبل بتوافق تام مع طموحات عامة المواطنين وتمشياً مع اختياراتهم بما مكَّنَهم الوعي ، الذين اجتهدوا لذاتهم ، ليُطَعِّمُوا أفكارهم بايجابياته ومنها تعاملهم بعد الآن ، الند للند مع النخبة التي ما ملَّت مِن إلحاق مدينة "تطوان"، بطريقة أو أخرى لضيعة تولّد صِِنفاًً أشْقَرَ بعيونٍ زرقاء من الخرفان .
المعوِّلون على ازدهار السياحة في تصوراتهم يحلمون ، عليهم بزيارة "شرم الشيخ" أو "الغردقة" إن كان ما يقصدونه ميدان "الفندقة"، قبل أن يُكَوِّنُوا داخل "تطوان"في نفس الموضوع أية علاقة، إن بقي لهم جزءا من قرار له مالكون . رواد الصنعة (عكسهم) يعلمون أن سياحة المجون ، والتفرج على كل حي شعبي مطحون ، ودور تحضن  أغلبيتها مريضاً بلا مصاريف للعلاج أو معاقاً يحيا على مداخل التسوُّل أو حامل لشهادة عليا بكثرة ما ضُرِب على رأسه سيصاب لا محالة بالجنون ، سياحة لم تعد  مباحة لدى عقلاء التخطيط مَن لشعوبهم يحترمون ، وللأجرة الجد مرتفعة التي يتوصلون بها  شهرياً يستحقون .             
الحكومة "تطوان" بها مصدومة إذ لا شيء يتم باسمها ، مهما كان الحجم هناك عن الصورة من يُبعدها ، برضاها ، أو لا أحد يعتني حتى بإخبارها، كأنها مؤسسة زائدة حضورها يعادل غيابها، الكلمة في أي تخطيط ليست لها ، قد يكون المغرب من الدول القليلة لا يحتاج لتدبير شؤونه الداخلية كالخارجية لحكومة مثلها ، عاجزة عن فرض وجودها  في العاصمة "الرباط" حيث لها من الكُبراء خلان ، فكيف سيكون لها في "تطوان" مكان ، مهما كان الميدان ؟؟؟.(يتبع)

الرئاسة بين كفتي الكمَّاشة محبوسة

الرئاسة بين كفتي الكمَّاشة محبوسة
المغرب : مصطفى منيغ

إلى نَفَقٍ ، تَقِلُّ فيه بمثل الحكومة الحالية الأرزاق ، خَيْرُ المغرب الشعب به مُطَوَّق، لكنها على تركها التمتع به حكمت بالطلاق ، كأنه ما أوصَلَها حيث أبرمَ معها بالتصويت عليها إبان الانتخابات ذاك الاتفاق ، أن تكون خادمة عنده لا أن تتنكَّر له مفضلة المشاركة في نفس السباق ، حيث بإشارة واحدة من بعيد لما اتخذته من قرارات حتى الآن لصالح جهة تنساق ، مُظهرة أن ما جاء به دستور 2011 بالنسبة للواقع لا يشكل سوى فصول قانونية مدونة على ورق ، عشنا أعمال ومواقف حكومات من تلك التي شكلها السلطان الراحل محمد الخامس بعد حصول المغرب على الاستقلال (وإن كان ناقصا) حتى هذه الحكومة التي لا يجوز نعتها إلا أنها ألأفشل والأكثر إسهاما في جعل البلاد تشهد وقريبا القلاقل الدائرة عليها (كجهاز تنفيذي مدني) بالانشقاق ، مادام وسطها مَن يملك النفوذ المدعَّم من عمق النظام والمال بكثرته المصارف الوطنية عكس الخارجية صندوقها ضاق ، الرئاسة بين كفتي الكماشة محبوسة  إن أُمِرَت بالنوم لن تفيق  وإن سُمِِحَ لها بالاستيقاظ فلإمضاء الوثائق  وهكذا دوالك إلى أن يَغرقَ من يغرق. فليس لها استعراض العضلات تحت قبة البرلمان بكلام لا يصدقه حتى الأحمق ، أما العاقل لا يجد غير تجميد الغضب في صدره متفرجا يكون على مسرحية لا تليق بالمغاربة الشرفاء المناضلين الأحرار  لتمتعهم بأسمى وأنبل وأطيب الأذواق ، الأجدر لها أن تستقيل فاسحة المجال ليختار الشعب من جديد ممثليه كطليعة حكومة قوية مدشنة عصر الإصلاح كانطلاق ، لما يتبع ذلك من تدبير شؤون توزيع الثروات المغربية الحقيقية وليس المدسوس نصفها عن الشعب بدون موجب حق ، إذ لا كلمة بعد الله تعلو فوقه مهما تلوَّن مَن يتلوَّن بالأصفر لحينٍ أو لأَحيانٍ بالأزرق ، ما دام الوَرْديّ بتوصية ثقيلة لظرف مكشوف احترق ، وقبل الاستمرار في هذا السياق ، نسأل الحكومة هل هناك في "تطوان" مشروع لفائدة سكانها بتدخلها القانوني تحقق ، ما دامت رؤية العين أصدق ، من وعود تتناقلها بعض الألسن الراغبين أصحابها في تغيير سحنة الليل بإضاءة مصباح لا يكفي حتى  لإنارة  أقصر زقاق ؟؟؟.(يُتبع) 

البهلوليَّة والمخاطر اللَّيليَّة

  البهلوليَّة والمخاطر اللَّيليَّة مراكش : مصطفى منيغ جديدُ العُمْرِ مَا مَضَى لم يُثمِر غير الذِّكرَى ، مَجْمَعها شياطين أنس صفاتهم إن ...