martes, 28 de septiembre de 2021

كالأمْس، غداً تشرق الشَّمْس

كالأمْس، غداً تشرق الشَّمْس

بروكسيل : مصطفى منيغ

ما استمرَّ نظام حُكمٍ الشَّعب غاضب عليه ، كالحاصل الآن في الجزائر واليمن ولبنان وسوريا والعراق وفلسطين والسودان وأفغانستان والقائمة تطول عبر العالم داخل قَرّاته ، الاحتجاجات متواصلة وسجون الجزائر مزدحمة بالمحكوم عليهم جوراً من أبناء شعب المليون ونصف المليون شهيد لمجرَّد وقوفهم في مواجهة جبروت جماعة من قادة جيش أُحِيلَ بتوجيههم على محاربة أهله ، وكأنهم من كوبٍ آخر لا يهمُّهم بشر مكدَّس في دولةِ الفقرِ والجزائر كبلدٍ من أغنى بلاد العالم لو وُجِد مَن يُحسن تدبير شؤونه ، فأي ظُُلم أشرس ممَّا يُمارس منذ سنوات على شعبٍ دون أن يُواجه بما  لعبرةٍ يحوّله ، تُتّخَذ لتربية مَن يتحمَّلون مسؤولية حُكمِ شعوبٍ لا تَقِلّ قهراً عمَّا يتعرّض له الشعب الجزائري للأسف الشديد فوق أرضه . الدموع مُشكلة أنهار تُسكَب من مأقى اليتامى والأرامل والمسنِّين ورثة الشهداء الأبرار الذين أرادوا للجزائر الحرية والكرامة والعزة والسؤدد فإذا بها مبتلية بأصحاب البطون التي لا تشبع والتصرفات لأحَدٍ لا تنفع وللثروات بالنهب المُمنهج لذاتها تجمع وليُترَك الباقي لمصيره ، متشرداً حياً/ مَيِّتاً لا يقْوَى على محاربة أعدائه ، مِن جنرالات آخر زمن كبروا على مصِّ لبن فرنسا الاستعمارية لتتبناهم وتقذفهم للتّنغيص على شعبٍ جزائريّ أصيلٍ ما أشقاه بهم .

... السودان ، المُصاب بتجهّم الزمان ، بوجود سلطةٍ لا تُراعي حقَّ الشعب مهما كان الميدان ، كحرفٍ من حروفِ عَِّلةٍ تُمَيِّزُ بأَجْوَفِ فعْلِ "كان"، آخر إبداعاتها "انقلاب" لتحويل غضب الرأي العام لمسار الانتباه لخارج ملعب فرسان ، يتسابقون لاستغلال ما كُلّفوا بانجازه سراً من طرفِ الأمريكان ، لا تهم "شيوعتهم" ما دامت عير تابعة لا لروسيا ولا للصين وعقيدتهم غير خاضه لا لمكّة ولا للفاتيكان ، جماعة من "العسكريين" وجدوها سانحة للسطو على مناجم الذهب وما قد يعثروا عليه بالسَّاهل من لؤلؤ ومرجان ، كأن السودان أمام من يفرغها من رزق شعبها المصابة طليعته بالخذلان ، اعتقل الخوف بعض من أبطالها الشجعان ، والباقي داهمتهم موجة الصمت لتمنع اتصال يشعلها ثورة مجيدة لإنقاذ أشرف وطن ، أرادوا بالانقلاب توريط المخابرات المصرية بإيعاز من دولة عربية تموّل مثل المؤامرات لتتربع فوق رؤوس ما تسميهم بأقرب الخلان ، لتقتسم معهم خيرات نفس المكان ، الذي تحكمه معهم بدهاء فاق مكر الشيطان .

... لبنان، جميل الطبيعة والبنيان، ماذا اقترف شعبه الطيب الواعي المثقف

النظيف العقل الفصيح اللسان ؟؟؟، ليُعاقب بما يؤخّر ويخرّب ويفجّر ويروّع بال الإناث الصغيرات منهن كالكبيرات  بعد الشيوخ والصبيان ، أهو الانتماء الأعمى للطوائف مثل رئيس البرلمان ، مضاف لحزب تابع قلباً وقالباً لدولة إيران ؟؟؟ ، أم ضعف رئيس دولة اختار بين الشعب والمصلحة الذاتية الأخيرة ليُنهي ما تبقَّي له من عمرٍ في أمان ، مُتناسياً أنَّ الرُّتَبَ العسكرية مهما مجّدت حاملها لا ترقَى على موقف مهما كان قصيراً من رِضا أو سخط الشعب الموحَّد الأركان ،  فلا قيمة لمن جعل أيادي لبنان لتتسوَّل القوت من نُظُم الطغيان ، الملطّخة ضمائرها بدم الأبرياء في سوريا كاليمن .

مصطفى منيغ

سفير السلام العالمي

 

miércoles, 13 de febrero de 2019

من أسوان إلى تطوان 2

من أسوان إلى تطوان 2
أسوان : مصطفى منيغ
على أرضها المباركة المَُبلَّلَةِ بعَرَقِ ملايين البشر عبيداً شيَّدوا ، من الجماد معجزات ومع رحلة الزمن عَبْرَ أحفادهم جيلا ًبعد جيل تمَرَّدوا، كخير سَلَف لاقوى خلف أصبحوا، وأسياداًً سادوا، تحت مسمَّيات تمحي ما تقدَّم منها سابقتها وبالتالي كلهم بادوا ، مذ كانت "أسوان" إلى دخول الاسلام ليبدأ فيها أولى صفحات الايمان آخرها عايشت تأسيس "الأزهر" الشريف يُبقي للدين السمح الحنيف هيبته في بيوت الله مهما كانت الديار في القارات الحمس وإلى الآن وأنا من الضفة الغربية ممّن صَوبها فوق "خزان أسوان" عبروا، شاعراًً بالغريب العجيب سادني مُعَبِّراً على لساني : من تَسَنَّى له الحضور إلى "هنا" أمامه خياران لا ثالث لهما أن يحب مصر الحب الحقيقى لا مكان فيه للإنحياز السياسي الراكب على تمرير اتجاه باتجاه ثاني أو التطبيل لجهة معينة جهراً والتزمير لاخرى سراً أكان الدافع واضحا أو مرموزاً ، أن يحب مصر ويحترم "صعيدها" بما فيه من أخلاقيات  وأعراف وشيم تمثل واجهة الرجولة الفذة، والحمد على النعمة، والإكتفاء بالحلال مهما قدم الأخير لصاحبه أضيق خدمة، وأن يروي عطشه (كما رويتُ شخصياً عطشى) بماء النيل مباشرة دون تصفية أو اضافة أي مادة كيماوية ، أما الخيار الثاني أن يرحل ، وإن لم يفعل فمصر كفيلة بذلك عن أدب جمّ ، وألْسِنَة محلية تفوه بحلو نغم ، بعد أداء واجب الزيارة .
 أسوان ، لمصر الميلاد والتاريخ أدق وأعمق عنوان، مَنْ وَصَلها بالخير عانقته بالاحضان ، عناق فؤاد أم الدنيا لمن دخلها بنية حسنة وأمان ، لا تسألُ من أين أتيتََ ، بنباهتها  تحدِّد جنسيتك ، وتتصرف بهدوء وثقة في النفس معك، خلال اول لقاء ، بعدها تمكِّنكَ من المقام الذي تختاره ليرحِّب بك أهله وكأنك من أفراد الأسرة ، ذاك سر مرتبط بما سبق ذكره عن محبة مصر الحب الطبيعي البعيد عن مساحيق المجاملة العقيمة واستغلال الفرص المجانية .
اسوان حزان للمعرفة والعلوم ، وسكنٌ مريحٌ دائمٌ لمياه استمرار الحياة ليوم النشورالمعلوم، عاشقها مثلي يسمع لهدوء سريان النيل النبيل لحناً يسبح لخالقه في ترنيمات يترجمها المنصت بقلبه تضرعات للباري الوهاب أن يحفظ مصر وأهل مصر بما حفظ به القرآن الكريم ، فيها تحسُّ أنك تلامس مع كل خطوة تتقدم بها نحو أول سد شيد (انطلاقا من سنة 1899 في عهد الخديوي عباس حلمي الثاني كأكبر سد في عالم ذاك العصر، طوله 2141 وعرضه 9 أمتار ، تتخلله 180 بوابة ) أن خيالََ مَنْ طَواهُم الثَّرَى من سنين ساحقة في عمر الزمن يقدمون ما تشتهيه من حماس البحث عن السر الدفين لحقيقة هذه الأرض .. إن كانت مسكونة مع بدء البدء  بالبشر وحسب .. أم بأرواح لا يعلم شكلها ولا مهامها سوى الحي القيوم ، إذ ما وُجد كتراث ليظل حتى الفناء، مُلزَمٌ بتهيئ الأساسات المعجزة صلبة تنأى به عن الزوال قبل ذاك الأوان المحسوم .
مصطفى منسغ
Mustapha Mounirh
سفير السلام العالمي
مدير مكتب المغرب لمنظمة الضمير العالمي لحقوق الإنسان بسيدني – أستراليا

الكاتب العام الوطني لنقابة الأمل المغربية

domingo, 22 de julio de 2018

من تطوان إلى سيدي علوان (2 من 5)

من تطوان إلى سيدي علوان (2 من 5)


المغرب : مصطفى منيغ

الانتقال "مِن .. إلى" ليس مجرد مواصلة  التعبير بواسطة حرفين اتفق علماء اللغة ومنهم سِيبَوَيْه على تسميتهما ضمن أخريات  بحروف الجر أكان المجرور بها عادل أو مجرد حاكم جائر ، ولكن هي دقة حصول التغيير المُرتقب سلمياً بالنسبة للأول وعن طيب خاطر، أو المفاجئ مهما احتاطَ الثاني و ظَنَّ أنها دائمة له تلك الحالة بقوة نفوذ مهما بلغت لن تَضُرَّ أو تنفعَ جناح بعوضة أمام إرادة تستمِّدُ حقها من سُنَّةِ الحياةِ بانتصار الحق والعدل وإصلاح ما أتلفه الطاغي مهما طال أو فصُرَ الأمد حيث لكل مستقبل حاضر
مَن كان يصدق أن الشعب التونسي الشريف قادر على جعل كلمته تصل لزعزعة كل الأسوار المرتفعة التي شيدها زين العابدين بن علي  ليكون مهما عاش الرقم الصحيح في معادلة الحكم المطلق وبقية الشعب مجرد كسور لا شأن لها بأي مستقبل لأي نوع من أنواع الرغبة في الحياة الطبيعية البعيدة عن الذل والمهانة وأصغر الصغائر، كان يكفي لصفعة اصطدمت بخد شاب تونسي أصيل يعرق لسب قوت يومه  محمد البوعزيزي لتشعل بها تلك الشرطية المكونة في مدرسة حاكم مستبد ظالم متمسك بأحقر الحقائر، نارا لم تنطفئ الا باسترجاع التونسيين حكم نفسهم بنفسهم مبددين جبروت نظام تسلط على الرقاب مدة 23 عاما حاسبا نفسه آخر الأواخر ، إن غاب مُسحت خريطة تونس فلا عاش فوق ثراها بشر أو حلّق في سمائها طائر، قمة غرور يقف كل ذي عقل سليم أمامه حائر.   
 الآن أترجمُ بالكلمات ما شعرتُ وأنهيتُ به انطباعي وأنا أتابعُ كغيري تطورات الثورة التونسية. تسوقني لذات الاهتمامات محبتي لتونس القائمة على كفتي العقل والقلب في ميزان الوفاء لتلك الأرض المعطرة بشيم الكرم والتسامح والمصداقية والتآلف والتراحم ، وكما توقعتُ ، انتصر الشعب التونسي العظيم واندحر الظلم  بلا هوادة أو رجعة .
... قررتُ أن أزور المكان لأستنشق عبير الحرية التونسية وأملأ صدري (بالمعنى المُقنع للحواس) عن ذاك الناتج ومصدره  وحدة الشعب على كلمة واحدة ساحقة للطغيان.
 قبل الرحيل خصني السفير السابق لجمهورية تونس بالمملكة المغربية الأستاذ "رافع بن عاشور" بتصريح كان الأخير له قبل الالتحاق بوطنه مُنهياً مأموريته الدبلوماسية بالمغرب، جاء فيها كمقدمة:
 "أريد أن أشكر لك الأستاذ مصطفى منيغ هذه المبادرة الطيبة الكريمة واهتمام جريدتك بتونس وبالشعب التونسي ، في الواقع ليس هذا بالغريب عن مغربي نظرا لما تمتاز به العلاقات بين الشعبين التونسي و المغربي من وشائج القربى والمحبة منذ تاريخ طويل، هذه العلاقات مميزة أيضا على الأصعدة الرسمية بين الدولتين منذ استقلال بلدينا رغم تغير الظروف التاريخية. الشيء الذي لا بد أن نؤكده كون العلاقات التونسية المغربية كانت دائما مثالية على عكس ما عرفته مع بعض الدول الأخرى . "
... قرأتُ في عيون من قابلتهم من تونسيات وتونسيين الإصرار على بناء دولة تونس جديدة ، محصنة بالجدية ، قوية بمقومات مبدئية ، مخلصة للثوابت الثورية ، متحمسة لبسط العدالة والكرامة وتمتيع الإنسان بحقوقه المشروعة كاملة على مجموع تراب الجمهورية. وفي قراءتي تيك تيقنتُ أن تونس انتقلت بالانتصار على جور العهد البائد إلى ترسيخ مرحلة الحق والقانون بتوزيع الكفاءات لخدمة الوطن الواحد خدمة الراغبين في تعويض ما فات والعمل الند للند مع المتقدمين عبر العالم أكانوا من الشرق أو الغرب لا فرق ، إضافة إلى الخلاص من ملفات التفقير والتهميش والإقصاء، المغلقة معالجتها  سابقا بالشمع الأحمر لتنعم أقلية بما تنعمت به ، الخلاص التام المؤدي لما هو أهم، أن يحس التونسيون أنهم سواسية أمام الفائدة العامة بتدبير شؤونهم الحياتية تدبيرا يقدم القيام بالواجب ليعم المجتمع ، بعد الثورة المباركة ، مهما كان التقسيم الإداري لضبط "المحافظات" التنافس الشريف والاتفاق على وضع المسؤول المناسب في المكان المناسب . طبعا ثمة اختلافات في الرؤى إذ الساحة السياسية تعج بما اعتقد المشاركون بوجودهم داخلها أنه حق مكتسب لهم للتعبير عن توجهاتهم بما لزم الأمر من شكل وسط إطار من التمدن القاضي بالحفاظ على مكتسبات الثورة دون المساس بحق الغير أو التصادم اللاعادي بحرية تعبير الأطراف الأخرى أو الاعتداء على الممتلكات المحسوبة على ملكية الشعب الرسمي منها كالخاص ، وإنها لوضعية صحية تبرهن أن الأمة التونسية العظيمة حية في المطالبة بحقوقها التي من أجل التمتع بها فجرت الثورة كالبركان ، أصاب حممه جسد الاستبداد والطغيان، الذي لم يسعفه استعمال القوة وإشعال النيران ، تخويفا لمن برهنوا أنهم أشجع الشجعان ، وقتما يشاء الرحمان ، المجيب لدعوة المعذبين المقهورين المُبْعَدِين بغير موجب حق عن ثروات أصاب مِنْ مجملها مَن عاثوا في الأرض فسادا على قلتهم .
بالتأكيد هناك تباين في تموقع فرقاء المكونات السياسية ،  لكن الأمة التونسية العظيمة أكبر من حوارات الهواء الطلق أو داخل الصالونات أو من خلف الميكروفونات أو حيال شاشات فضائيات مختلف الأجناس والقناعات التحريرية والأبعاد المقصودة عن دراسات أكاديمية أو اندفاعات عشوائية ، أكبر بما تنتجه هذه الأمة الأصيلة من موقف المواقف أدهش العالم ومكن الملاحظين من محللين ومهتمين مخابراتيين من تصحيح معلوماتهم السابقة بحقائق مأخوذة من الواقع المعاش بكيفية متلاحقة  على أرضية تغلي بما يُعَوّلُ عليه في تنقية الأجواء العامة بما بقي عالقا بها يصارع البقاء على نفس المنوال ، لكن هيهات أن يظل حاله كالحال المأمول انجازه بأفكار وسواعد الفضلاء من الرجال . أجل هناك تفاوت في المواقف ، أكان المقصود اهتمام بقيادة الجهاز التنفيذي ، أم التواجد داخل الشطر التشريعي ، في تحمل مسؤولية التسيير لشؤون الدولة عملا على تنظيم المنظم ، و تقويم المُقحم ، و صيانة تطلع الشعب لما هو أهم الأهم ، كالاستقرار مفتاح الأسمى من الاستثمار ، المُتَرْجَمُ بالإحصاء الرسمي إلى منصب شغل لكل راغب فيه وعلاج لكل محتاج إليه ، وتعليم لكل متعطش للنهل منه ، وأمن لكل محروم من وجوده . (يتبع)
الصورة : الاستاذ رافع بن عاشور السفير السابق لتونس بالمغرب ومصطفى منيغ
مصطفى منيغ
سفير السلام العالمي

مدير مكتب المغرب لمنظمة الضمير العالمي لحقوق الإنسان في سيدني – أستراليا

miércoles, 11 de julio de 2018

من تطوان إلى سيدي علوان (1 من 5)

من تطوان إلى سيدي علوان (1 من 5)


المغرب : مصطفى منيغ

البعض كلما تعاظمت "المقاطعة" المغربية فاسحة المجال لتنفيذ الشعب المغربي الشجاع حفظه الله ورعاه إرادته معتمدا بعد الله الحي القيوم ذي الجلال والإكرام على نفسه بعيدا عن أحزاب وسياسيين فقدوا مصداقية ما يأتي عن طريقهم أصلا ، وانتشرت نجاحاتها خاطب من يخاطب مذكِّراً دون أن يكون لذلك بالقطع مُؤهَّلاً، بما تعاني منه "تونس" من اضطرابات اجتماعية أخَّرتها وشعبها عشرات السنين إلى الوراء ولن يكون استرجاع مقوماتها ومنها الحضور المميز كدولة أمراً سهلاً، وثرثرة من هذا القبيل تبخس الثورة التونسية حق مقامها في التغيير صوب الأفضل قي جو ديمقراطي أراح الاشقاء الأعزاء من ويلات طغيان رئيس قرر الفرار خوفا مما كان ينتظره من حساب عسير يتذوق مرارته بالقانون وزوجته التي اعتبرت نفسها كيلوباترا مصر زمانها مضافة  لبلقيس اليمن وهي ومن معها مجرد ألقاب في حالة مدنية ابتُليت بهم الإدارة التونسية الرسمية في العصر البائد غير المأسوف عليه حملة وتفصيلا . طبعا ظل ذاك الخطاب المنكر والدافع إليه محاولات تخويف الشعب المغربي مظهرياً أما جوهريا ًفمجرد ترفيه عن نفسهم باصطناع افتراءات ضاعفت من درجات عجزهم في تدبير شون هذه المملكة الذين أصبحوا بمثابة العبء الثقيل على نظامها والمفروض فيهم الآن وبدون تأخير الابتعاد عن مناصب لم تشهد معهم سوى استغلال نفوذ ّأوصلت البلاد إلى هذا الحال الذي لا تُحسد عليه كأضعف إيمان، أما الفرار فقد سبق الأحرار المغاربة المكرسون وقتهم بالطول والعرض للدفاع عن مصالح الوطن  أن أشاروا بأسمائهم لمختلف المنظمات العالمية لتكون مستعدة في إطار القوانين الدولية المعمول بها في هذا الصدد لتقديم كل العون كواجب انساني تأسست من أجل تقديمه مهما كانت العوائق أو الظروف حاضرا و مستقبلا.
مهما بدت للمتشككين الصورة غامضة فالبأس كامن في جهلهم حقيقة التونسيين الأحرار، الغير خاضعين قهرا لأطول انتظار ، بل هي توابع ثورة فيها العادي احتار ، تفعل بمن شاء التقهقر للوراء ما قد يُفَسَّرُ بالإخطار ، ولو أعجبه بالعناد ما اتخذه من مسار ، فالشعب التونسي لا زال صاحب بل سيد القرار.
... بعد الثورة زرت تونس للإطلاع مباشرة عن الأحوال هناك بما يهمني من رغبة التأريخ لأولى خطوات تلك المرحلة ، فلم أجد إلا ما ركز في ذهني أن تونس لم تكن مهانة في صبرها معدومة التفكير في مصيرها ، ما أن قامت حتى انتهى عهد مصاصي خيرها مسترجعة ما يخصها حكما وتدبيرا ورؤية تخطيط محكم لمستقبل بالخير مفعم ، لا مكان فيه لمستبد ولا مستحوذ على ثروة وطنية ، فجاء ما نشرته ساعتها مطابقا للواقع محددا الخطوط العريضة لتعاون مجدي نافع مهما كان الميدان يقبل عليه كل واثق من نفسه وبخاصة صنف من الحكام عليهم تغيير العقلية للتقرب من الديمقراطية إذ لا حيلة مع شعب محكوم بالقهر والتسلط والنهب الممنهج إن قام قومته المنتهية بما انتهت إليه ثورة تونس المجيدة.
حيثُ كتبتُ بالحرف الواحد:
الثورة التونسية بخير والتونسيون أخيار ، دعاة سلم وعيش لا يضايق الجار ، يعشقون الحرية والسيادة بمعناها الشرعي لدولتهم مستقبلا كما يخطط لها الحاضر بالتدبير المتفق عليه وبالإرادة السياسية التونسية في الجوهر كالسطح مختار، لا يهم بعض الوقت فالأمر جلل وليس قضية ليلة يتبعها نهار ، وكما نرى لا تفريط في المبادئ ولا تماسك ولو في الأدنى انهار ، هو ميلاد طبيعي يتخلله المد والجزر نهايته لكل الشعب التونسي العظيم أسمى انتصار ، ثمة اكراهات فالزمن البائد شيد بالضغط وللضغط منها سدا مملوءا بما لو تصدع لحصل أفظع انفجار، لذا الحكمة التونسية قائمة تعطي حسب ما يقتضيه الإصلاح التدريجي إذ الهدم سهل ميسور أما البناء من الأساس فتقويمه أعداد متبوعة بتسعة أصفار ، وحمدا لله أن عجلة الحركة الاقتصادية متغلبة لحد ما على الخصاص ريثما تعود الأمور لما يتطلبه الاستثمار ، من هدوء وتعاقد بأنجع حوار، وقبل هذا وذاك نعمة الاستقرار .
التونسيون لحد اللحظة متحكمون في مصيرهم يتناقشون في أهم الاجتماعات ، يتزاحمون في أوسع كأضيق الطرقات، يتنافسون بغيرة وطنية على أرفع المناصب لتحمل العسير من المسؤوليات ، يتخاصم بعض الضعفاء مع بعض الأقوياء والعكس صحيح لكن في حدود المُطاق لتعود السياسة لدى الفرقاء محك اجتهاد لينعم الشعب بما يطمح إليه من نماء تصاعدي يضيف للقيم قيمة ايجابية تعود بالنفع على الصالح العام .
ما يحصل أو هو حاصل بالفعل فكر يتكيف مع المستجدات، تونس قبل الثورة لن تكون بعدها إلا بإرادة شعبية لن ترضى التراجع عن المكتسبات، المحققة ومنها أن يحكم التونسيون أنفسهم من طرف تونسيين في مستواهم الإنساني بالعربي الفصيح ، بالتأكيد المستويات متباينة من حيث المعرفة والتعليم والقدرات الفكرية والتخصصات الميدانية الحرفية المهنية ، لكن هذا لا يمنع أن يكون التونسيون ومن الجنسين يحظون بحقوقهم كاملة غير منقوصة وهذا ما يشكل الورش المستحوذ على العقول المدبرة للشؤون العمومية المشتغلة من جرائه على وضع القوانين ليتساوى حيالها الجميع أكان وزيرا المقصود أو الغفير، الكل أمام التكريم أو التغريم سواء ، طبعا هناك الصالح والطالح سنة كل مجتمع على وجه البسيطة ، لكن التمادي في الغي والجور والظلم ، فهذا أمر مرفوض بحق التضحيات التي بذلها الشعب من أجل الترفع على مثل التجاوزات التي أراد بها الحاكم الخلود على أعناق المواطنين بما يقتات من عرقهم وما يحصده من زرعهم.
... وصلتُ إلى العاصمة تونس وكلي ثقة أنني واجد الحياة طبيعية من حيث الخدمات وعمل المصالح الحكومية والهدوء في المقاهي والأمن على الطرقات، وهذا ما لزمني من انطباع إلى أن غادرت عائدا إلى وطني المغرب . بعض الناس أحيانا تترجم ما تشاهده في بعض القنوات الفضائية أنه يغطي كل متر في البلد ، والحقيقة غير ذلك تماما ، قد يحصل اصطدام ما بين رجال الأمن والمتظاهرين في شوارع معينة ولكنها ليست كل المدينة ، تهويل الأمور شيء والواقع شيء آخر ، لا يمكن مقارنة ما يحصل بين الفينة والأخرى في عاصمة تونس بما يقع في عاصمة سوريا دمشق ، هنا الثورة أخلاق وفضيلة وتمسك بالحفاظ على ممتلكات الشعب ، في سوريا إجرام حقيقي وقتل بأرقام مهولة كل يوم ، وتخريب ودمار 24 ساعة على 24 ساعة ، تونس غير ذلك تماما والتونسيون حاسمون أمرهم بجدية ، وإن كان هناك انفلاتات فتبقى شخصية يتحمل مسؤولياتها متشددون لهم أفكار خاصة يعتنقونها ومذاهب مميزة يرونها الأليق بهم ولا يريدون عن تعصب بغيرها بديلا لدرجة اصفرت عن اغتيالات لا تمت بصلة لأخلاقيات الشعب التونسي المتحضر الكريم . في تونس لم أشعر بالغربة تجولت بحرية في شارعي محمد الخامس والحبيب برقيبة كما فعلت ذلك في دروب المدينة القديمة التي استطيع القول أنها لا تختلف عن دروب فاس العتيقة إلا من حيث الأسماء ، ولجت الوزارة الأولى أو مقر رئاسة الحكومة كأنني أدخل أية بناية لعمالة أو ولاية في المغرب ، ما منعتني قيود ولا حاصرتني موانع ، حالما يتيقن المسؤول أنني صحفي حتى أعامَلَ بترحيب مثالي واحترام صادق وسماح لأحاور مَن شئت وأصور أي ركن يتمم ما اكتب من انطباع أو خاطرة أو مقال أدون فيه ما مَثُلَ أمامي أو ما حصلت عليه من تلك الإدارة الحكومية أو هذه المؤسسة الخاصة ، وبالمناسبة حكومة تونس لا وزير فيها يحمل حقيبة الإعلام ، حتى الوزارة الأولى لها مستشارها الإعلامي ومساعدوه في جناح خاص أغلبيتهم أصبحوا أصدقاء لي أكن لهم التقدير.
.... طبعا زرت حزب النهضة ، الحزب الحاكم حتى اللحظة ، واستُقبلتُ من طرف رئيسه وزعيمه الروحي الأستاذ راشد الغنوشي وأجريت معه حوارا وإن اختصر على نقطتين فقد خرجت منه بقاعدة لن أتخلى عنها مهما حصل أن دولة فيها الشيخ الغنوشي دولة محظوظة وقادرة للتغلب على مجمل التحديات المدسوسة من طرف فلول النظام السابق ، الرجل على قدر كبير من تواضع العظماء ، حريص على الدقة في التنظيم ، والتفكير قبل النطق ، والتأثير المفعم بحب الخير للجميع ، وعدم الراحة حتى القيام بما ينتظره من واجب ، منصف متى طُُرِِق بابه ، ولا يخشى سوى الله الحي القيوم ذي الجلال والإكرام ، مثقف لأبعد الحدود وتونسي لأعمق الجذور وتواصل الجدود . جاءت زيارتي له مقرونة مع حضور السفير الإيراني في تونس ، في لحظة طرق انتباهي أن إيران تسعى لضم تونس في شخص الشيخ الغنوشي لمحيطها السياسي ، لكنني لمست بحدسي أن تونس متمسكة بأمر واحد يشغلها أكثر ، أن ينهي المجلس التأسيسي أعماله في أحسن الظروف ، وأن يُقدم مشروع الدستور للمناقشة الوطنية بمشاركة كل الأحزاب والنقابات والجمعيات والفعاليات المستقلة دون إقصاء أحد لأنها نتاج ثورة ناجحة يفرز تأسيس دولة عريقة في المجد على أسس حديثة صلبة تؤهلها لانطلاقة مباركة صوب طليعة الدول المتقدمة القادرة على إسعاد مواطنيها بما يكفل لهم العيش الكريم بشرف وعزة نفس.(ستبع)
في الصورة : الزعيم التونسي الغنوشي في لقاء مع مصطفى منيغ

مثطفى منيغ

سفير السلام العالمي

viernes, 29 de junio de 2018

تطوان وجوقة آخر زمن

تطوان وجوقة آخر زمن
المغرب : مصطفى منيغ
فَقَدَت المملكة المغربية بتصرفات بعض مسؤوليها، المستمدين نفوذهم بمباركتها ،  ثلاثة أرباع من مصداقية ما تَعَمَّدَت إدخاله كدولة بها حكومتها ، في عقول مََن استدْرَجَتهم (بكيفيات لم تعد مجهولة)  أوربيين كانوا أو أمريكيين لصَبِّ الاهتمام عما أنجزته افتراضاً لصالح فقراء  يُكوِّنون غالبية شعبها ، مكتفية بما توصلت به من منح وهبات تُعَد بمبالغ خيالية لو صُرِفت في محلها ، وبشفافية حقيقية لاستطاع من يتوصَّل مباشرة بها ،  إيجاد حلِّ لأكثر من مشكل ينخر هيكل أي شيء في هذه الأرض باستثناء مَن يتدبر شأنها ، انطلاقا من العاصمة وليس جنباتها ، لكن الغرب وهو الأقرب لوجودها، تمكَّن من فرض شروط أقلها ، ما تجسَّمَ في ساحات مجمل المدن المغربية من حاملي جنسيات أفريقية عِدَّة يتعاطي أصحابها ، وهم بالآلاف التسول تعويضاً لعدم التفكير في مغامرة التحاقهم بالضفة الشمالية حيث الاتحاد الأوربي لمصلحته مُغَطِّياً عليها .
... صناديق متباينة في ألوانها  ، مرفوع على الخشب أو القصدير أو الفولاذ المصنوعة منه شعارات لا تعكس ما بداخلها ، ولا يعترفُ مَن يَغْرِفُ منها بأي باحث عن أسرارها ، المختبئة باتقان شديد وراء أهدافها .
 أكانت المملكة المغربية  كأول دولة في العالم تنتج الفسفاط في حاجة لمد اليد مُشوِّهَة بالفاعل مكانة شعبها ، أم ذكاء "حفنة"بتشجيع منها، تغطي بالغربال شمس الواقع المر الجاعل ذوي الحقوق مجرد أغبياء مسموح لهم بالتصفيق بعد السجود لغير الله كأنهم مبتاعون من سوق الرقيق و أمور أخرى نخجل من ذكرها.
... حينما زرتُ  مدينة "طاطا" لأزور أحد الأصدقاء المعروف جيداً في تطوان حيث أشتغلَ في مقر عمالتها ، رئيسا للشؤون العامة واسمه "محمد الهيردوز" لسبب جد وجيه لأذكره بما حدث والعامل السابق "محسن التراب" يستهزئ به حينما شبَّهَهَ لي بطائر اللقلاق  فلم يكن من أمري إلا أن تدخلت مخاطباً نفس العامل بالحرف الواحد :
 -اللقلاق محترمٌ بظهير ملكي في المغرب ، يبني عشه في عُلُوِّ يتحوَّل أسفله الكبير صغيراُ ، قد يصبحُ هذا اللقلاق عاملاً مثلك ولن يحدثكَ إلا بما يؤكد أن نفسية الفتان تسمو لدرجة أنبل إنسان .
... بعد مدة (ما كانت بالطويلة) عُيِّن هذا الفنان التشكيلي وأصله من مدينة الخميسات السيد "الهردوز" عاملا على إقليم "طاطا"، اغتنمتُ فرصة الزيارة لأدرس العوامل الأساسية التي جعلت من المدينة خاصة والإقليم عامة يعيشان هذا الدرك الأسفل وكأن أهلها لا حق لهم لا في التنمية ولا في الازدهار ولا في أي شيء على الإطلاق علما أن الذين التقيت بهم خزان من المعرفة والدراية والثقافة الواسعة ، إن حاورتهم تحس وكأنك تقرأ كتاباً من بضع صفحاته تعلم علم اليقين أنك في مغرب الجذور الطيبة المتفرعة فوق أرض طاهرة ، فلازمني التعجب من أرض بها من المعادن ما تستطيع بانتاجها تلبية رغبات كل القاطنين في محيط  "طاطا"/ "تارودات" / "كلميم"/ ذكورة / "ورزازات" ، أهناك أثمن من الذهب ، أم تلك أشياء الخوض فيها بمثابة تحريم الحلال بما لها وما يترتب عليها من مواقف نضال تتوحد في محاسنه النساء والرجال تمهيدا لإعادة سريان مياه الحياة لربوعها ، فكذا "تطوان ،"إن لم نقل كافة المدن المغربية ترقص على نفس إيقاع الهوان ، المعزوف من جوقة حكام آخر زمن . (يتبع)    
مصطفى منيغ
MUSTAPHA  MOUNIRH
سفير السلام العالمي
مدير مكتب المغرب لمنظمة الضمير العالمي لحقوق الانسان في

 سيدني – استراليا

viernes, 22 de junio de 2018

لتطوان على طريق الحُسَيْمَةِ فرسان

لتطوان على طريق الحُسَيْمَةِ فرسان

المغرب : مصطفى منيغ
انتهي عهد الضحك على الناس ،  بشعار " غداً تشرق الشمس"، لم يعد لديهم ما يضيفونه بعد اجتياح صدورهم الوسواس ، سوى مضاعفة (عن عجل) الحراس ، واستضافة عن استسلام أو إكراه اليأس ، بعد الرحيل المفاجئ عن جفونهم النعاس ، بسبب الفرجة الكروية الآتية بما لا تشتهيه سفنهم الراسية على شط الإفلاس ، والمقاطعة الناجحة لما لقبوه قبل البدء عرس الأعراس ، وهكذا أحسوا بالخيبة لأول مرة وقد تيقنوا أن اللعب مع الشعب مصيره فقدانهم بقية ما بقي عندهم من ذاك الإحساس ، والدخول في العد التنازلي لمصارعتهم مع مس  تيار كهربائي لا يقدر على إبطاله لا جن ولا انس  إذ لا حيلة مع فيضان الكأس ، ولا مناص إلاَّ الدفاع عن النفس، مَن صاحبها مظلوم  ومستعد الآن في "تطوان" الحصول على حقوقه منتصرا بالشرعية والقانون ومؤازرة محترمي حقوق الانسان  وطنيا إقليميا و عبر العالم  أو يخسر آخر الأنفاس .
... النفق ، الذي يتبجح من يتبجح بانجازه في تطوان الغير المعلن ما تم عليه من إنفاق ، أليس من الواجب أن نسأل عن المستفيد الأكبر منه شريطة أن تكون الإجابة عن غير خوف أو فزع أو نفاق ؟؟؟ . الوافدة على  مدينة / قرية "المضيق" من تلك المواكب المعروفة بإصابة المنطقة بشلل تام لساعات متكررة على امتداد أيام الصيف  جلبت علينا ما يتردد لدى الخبراء بأحوال المجتمعات المغلوبة على أمرها المنكوبة في حقوقها المحرومة من حريتها وتشمل حتى التحرك في الهواء الطلق بالمُطلق . أجل تلك المواكب هي المستفيدة في الدرجة الأولى  وليست "تطوان" في أي مجال كان أما الثانية فمدينة سبتة بإفساح مجال الوصول اليها  لتلك الطبقة التي لا يهمها اقتصاد المنطقة إلا بقدر الترفيه المجاني مهما كان المكان المؤهل لقضاء ما جاؤوا من أجله داخل فيلات ألف ليلة وليلة على شط مُحرَّم على أي كان الاقتراب منه وكل مخالف أو مدعي  أن المغاربة سواسية  تعرض لما لا يُطاق ، نفس النفق إن أقيم في حارة من حارات مدن محترمة من طرف حكوماتها (في الضفة الشمالية من البحر الأبيض المتوسط) القائمة بأداء واجباتها ليس الآَّ ، لن يأخذ من التوقيت أكثر من أسبوع وعند الانتهاء يشرع العامة في استغلاله لا فضل لأحد على آخر سوى يتطبيق قانون السير  فلا تدشين يكلف الشعب عشرات الملايين ولا تطبيل ولا تزمير ولا اصطناع فرحة والداخل يبكي ولا كلام في الكواليس عمَّن (من  المشروع) سرق .
... الشيء المُحقَّق ، أن "تطوان" بتواصل روحي  لم تصل لكشف أغواره تكنولوجيا الغرب أو الشرق ، عازمة على احياء الرَّحِم  مع شجاعة "الحسيمة" حينما الحَقّ على ألسُن سكانها الكرام نطق ، ليتلاحم الصبر بالصبر في مواجهة مَن لكرامة وشرف وثروة المغاربة يريد أن يحرق .  (يتبع)
مصطفى منيغ

martes, 19 de junio de 2018

كفة تطوان تَحِنُّ للميزان

كفة تطوان تَحِنُّ للميزان
المغرب م مصطفى منيغ
الذكرى بَلْسَمٌ يُحَمِّسُ الإحساس ليتحسَّسَ أطياف لحظات لن تتكرَّر بنفس الأحداث حَيَّة ، وواجهة بلورية تتراقص ضمنها ملامح أحِبَّة ، وانطلاق غير مُعتَرِِفٍِ بالحاضر لاسترجاع ما مضى من أثار لأنْبَلِ صُحْبَة ، مَنْ مثَّلَها رغم الغياب كل عبارة تعالت من صدورهم جذبت العقول لمساحات فكرية رحْبَة ، تُنَمِّي في النفوس إعادة الحِسبة ، لينعم أصحابها مهما طال بهم الأمد بسعادة ما أصابوا به طموحهم عن قناعة في العمق للغاية مربحة.
... تطوان استراحة الزمن قبل أن يعتريه ما أصاب الإنسان من تقلبات  محاطة بالكتمان  لارتباطها بعاملين  الأول معروف والثاني (لمحدودية العقل البشري) محذوف، وما شاء الباري جلَّ وعلا كان  سائرا في الجوهر قابل بذات المشيئة للنهوض من رماد الجمود المؤقت لحكمة ما يُعاش الآن مصطحبة، فلو قُدّرَ للسيد "الجديدي" ثاني ريس المجلس الإقليمي لعمالة (محافظة) تطوان في تاريخ هذه المؤسسة أن يعلم التغيرات التي أصابت بيته وقد أصبح سكنى كل عامل (محافظ) او والي ولاية (محافظ ولاية تضم عدة محافظات) وما كان يتمتع به في مدينة / قرية "المضيق" من أراضي ونفوذ وصناعة الفلين تمخَّضت عليه ما يُسمى الآن عمالة (محافظة) "المْضِيق – الفْنِيدَقْ" لشكرني عما نصحته ذات يوم قائلا : مَنَحَتكَ "تطوان" أكثر من "طنجةّ" وبإمكانكَ أن ترد الجميل إن استثمرت فيها ما يبقى (على الأقل) اسمك متداول مهما أصابتك سُنَّة الغياب فابتعدتَ مُجبراُ فاقداً رمانة الحياة حَبَّة حبة . سَمِعَ الأستاذ المعطي العمراني  أول رئيس لنفس المجلس في التاريخ بموقفي ليصرح لي لمَّا التقينا : هناك من همس في أذني أنك والعامل "اليعقوبي " سايرتما رغبة البعض لابتعد عن المجلس لأسباب أصبحت تتكشف رويدا رويدا، ومع ذلك فعلتما خيرا بي حتى أتفرغ للدراسة بالمراسلة للحصول  على شهادة علمية تنفعني في مكتب المحاماة الذي أمني نفسي بفتحه، أجبته إنها تطوان مهد حضارة لم تقصر في الحفاظ عن كنه التقدم والارتقاء خدمة لما أصبحت تتحمله من مسؤوليات تنتشر مفعولها المباشر على كل منطقة الشمال من "عرباوة" على مشارف النفوذ الترابي لمدينة "سوق أربعاء الغرب"انطلاقا من مدن "وزان" "شفشاون" "طنجة" "أصيلة" "العرائش" ف "القصر الكبير"  وهنا يأتي دور المجلس الإقليمي ليزكي هذه المسؤوليات بابتكار مشاريع إنمائية تُبقي العاصمة الشمالية "تطوان" جوهرة تشع بما يجعلها قادرة على التربع وسط هذه الرقعة من الأرض المعطاء الخصبة ، وكلها ثقة في المستقبل مستعدة لخوض غماره بما يضمن الشغل للجيل الصاعد والكرامة والعزة للجميع مهما كانت للرحلة العمرية حافلات و محطة . وأن يبتعد المجلس عن المهاترات الكلامية فسوق "عكاظ" ، للتباهي بأعقد الألفاظ ، لمدح مفاتن عذارى الصحاري العامرة كالقاحلة أو حكام ترسخوا حيث كانوا عن أشرس مخاض، لم يعد مواتيا لمغرب يحيا التأسيس لمؤسسات التدبير بعد أعوام قلائل من استقلاله ، المهم أن يعيش المجلس هموم المُرتقب من الانجازات على صعيد كل المجالات بدل النزول لمثل الرؤى أن كان المعطي العمراني أو الجديدي أو غيرهما يتولى التسيير، دون التفكير عما قد يأتي به كل رئيس من تخطيط نظري عملي يطرحه على المسؤول الأول في الإقليم آنذاك (أوائل الستينيات) السيد اليعقوبي بن عمرو، وليتذكر مَن ذاكرته لا ترقي ، لاستقراء المستقبل ما مضى  بما تَمَّ مدوناًً وليس بما يُرِوى، أن للتاريخ التطواني أعين لا يغلبها السبات الخفيف أو الثقيل  ، لوصف الحال ليُقارنه بالبديل، مَنْ تسنى له معايشة المآل. (يتبع)

مصطفى منيغ

Mustapha Mounirh

كالأمْس، غداً تشرق الشَّمْس

كالأمْس، غداً تشرق الشَّمْس بروكسيل : مصطفى منيغ ما استمرَّ نظام حُكمٍ الشَّعب غاضب عليه ، كالحاصل الآن في الجزائر واليمن ولبنان وسوري...